حكمت محكمة هولندية، اليوم الثلاثاء 24 دجنبر الجاري، بالسجن على أربعة أشخاص على خلفية مشاركتهم في “أحداث أمستردام” التي نشبت في 6 نونبر الماضي، بين مشجعي فريق “أياكس أمستردام” و”ماكابي تل أبيب”.
وأوضحت تقارير إعلامية هولندية، أن “أوموتكان أ”، البالغ من العمر 24 عاما، حكم عليه بالسجن لمدة شهر، بعد ظهوره في سجلات كاميرات المراقبة وهو يشتبك مع مشجعين من فريق ماكابي تل أبيب، حيث تم اتهامه بالركل والإمساك بأحد المشجعين من عنقه، وكذا كتابة منشورات حول “مطاردة اليهود”، وذلك في الوقت الذي أنكر فيه وجود أي مشاعر كراهية تجاه اليهود.
فيما قضت المحكمة بالسجن لمدة عشرة أسابيع على “رشيد”، وهو شاب يبلغ من العمر 26 سنة، بعد اتهامه بالتشجيع على العنف في مجموعة واتساب تشمل حوالي 900 عضو، أطلق عليها “Buurthuis2″، والتي قالت المحكمة أنه تم فيها التنسيق لما بات يعرف بـ “أحداث أمستردام”.
أما “سيفا”، البالغ من العمر 32 سنة، فقد حكمت عليه محكمة أمستردام بالسجن لمدة ستة أشهر، بعد ظهوره هو الآخر في مقاطع فيديو وهو يوجه الركل لأحد المشجعين الإسرائيليين، الذين قاموا بأعمال الشغب بعد المباراة، إلى جانب ملاحقة اسرائيليين آخرين، إذ وصفته النيابة العامة بـ”قائد” هذه الأحداث.
بينما نال “لوكاس” البالغ من العمر 19 عاما، عقوبة سجنية لمدة شهر، بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة وضبط مفرقعات خطيرة لديه خلال اعتقاله، وكذا عضويته في مجموعة على منصة “سناب شات” دعت إلى العنف.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه مجموعة من السياسيين أحداث أمستردام، “أعمالا إرهابية”، شدد قاضي محكمة المدينة على أنه لا يعتبرها إرهابية أبدا، مؤكدا أنه لا يوجد مبرر لأعمال العنف التي اندلعت في نونبر الماضي.
وكانت الجالية العربية والمغربية بصفة خاصة، قد تعرضت لموجة غضب وهجوم كبيرة بسبب تداعيات أحداث أمستردام، حيث حمل مجموعة من السياسيين الهولنديين وأعضاء الأحزاب اليمينية، مسؤولية هذه الواقعة إلى المغاربة والمسلمين، وغضوا النظر عن أعمال الشغب والتصرفات الاستفزازية التي قام بها مشجعو الفريق الإسرائيلي.
وبدورها، كانت قد عمدت وسائل إعلام هولندية إلى نشر نصف الحقيقة، مركزة على الرواية التي تدين الجالية المسلمة في هولندا، دون الإشارة إلى مسؤولية مشجعي فريق مكابي تل أبيب في الحادثة، الذين عمدوا إلى ترديد عبارات مسيئة للعرب وفلسطين، مثل “الموت للعرب”، و”لا مدارس في غزة لأنه لا مزيد من الأطفال في غزة”، بل إن منهم من تجرأ على إزالة العلم الفلسطيني من منزل رجل مغربي، الذي استنجد بأبناء المنطقة، الذين دخلوا مع الإسرائيليين في شجارات عنيفة.
وبدورها، كانت عمدة أمستردام، فيكمة هالسيما، قد استنكرت، في حوار أجرته معها صحيفة “Volkskrant” الهولندية، ازدواجية المعايير لدى السياسيين الهولنديين، قائلة: “هناك سياسيون يعتقدون أنه يجب حماية اليهود، بينما يجوز لهم إهانة المغاربة والمسلمين، وهذا أمر خاطئ تماما”.
وجاء موقف عمدة أمستردام هذا، بعدما أعلن عدد من السياسيين الهولنديين عن مواقف عدائية تجاه المهاجرين. المغاربة والمسلمين، مقابل التعبير عن تضامنهم مع المشجعين الإسرائيليين، حيث كان رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، قد وصف أحداث أمستردام بأنها “هجمات مشينة ومثيرة للاشمئزاز استهدفت المواطنين الإسرائيليين”.
ومن جانبه، كان خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني بهولندا، قد كتب تدوينة على منصة “إكس”، قال فيها: “يبدو أن هناك مطاردة لليهود في شوارع أمستردام”، وأكد على ضرورة ترحيل المهاجرين من البلاد، منتقدا ما أسماه بـ “كراهية اليهود في هولندا بسبب الهجرة الجماعية المستمرة وأسلمة البلاد”.
وكان حزب “Denk” قد عبر عن موقف مغاير لمواقف باقي الأحزاب، حيث قال زعيم الحزب ستيفان فان بارلي “إن السياسيين المنافقين كانوا صامتين عندما هتف مشجعو مكابي بهتافات عنصرية وإبادة جماعية ضد غزة، ودمروا الأعلام الفلسطينية واعتدوا على سائق تاكسي”.