دقت أخصائية التغذية، سميرة المدغري، ناقوس الخطر بشأن الحميات الغذائية العشوائية التي أصبحت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تشكل تهديدا خطيرا على صحة المغاربة، داعية إلى التوقف عن اتباع هذه الأنظمة الغذائية، واعتماد “الثلاثي المربح” بدلا منها.
وأوضحت سميرة المدغري، وهي أخصائية في التغذية الدقيقة والعلاج الطبيعي والبرمجة اللغوية العصبية (NLP) والتنويم الإيحائي، في تصريح لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن الحميات الغذائية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تشكل خطرا كبيرا على المجتمع الصغير والكبير.
وواصلت المتحدثة ذاتها أن اتباع الحميات الغذائية التي يروج لها المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتبعها البعض دون دراسة ودون استشارة الطبيب أو أخصائيي التغذية ينطوي على خطورة كبيرة، مبرزة أن المغرب يعيش مشكلة حقيقية وصفتها بـ”الكارثة”، حيث أن نسبة كبيرة من المغاربة تعاني من السمنة ولا سيما في صفوف الأطفال والنساء.
ونصحت أخصائية التغذية المغاربة بالخضوع لفحص من أجل معرفة سبب السمنة أو النحافة، واستشارة أخصائي تغذية معتمد لإعداد خطة غذائية مخصصة وفقا للحالة الصحية والعمر والجنس والنشاط البدني، مستنكرة تقديم بعض المؤثرين، الذين لا علاقة لهم بالميدان الصحي أو الطبي، لحميات غذائية عشوائية غالبا ما تضر بصحة متابعيهم.
وأردفت أن نسبة 90 في المائة منا يتم الترويج له في مواقع التواصل الاجتماعي، غير صحيحة، قائلة: “الحقيقة أن معظم هذه الأنظمة لا تخضع لأي دراسة علمية دقيقة، بل تعتمد فقط على تجارب شخصية أو صيغ تسويقية جذابة، وتُعرض غالبا على أنها “حلول معجزة” تحقق فقدانا سريعا للوزن دون مجهود يُذكر”.
وذكرت أن اتباع حمية قاسية أو غريبة، يتسبب للجسم في ضعف المناعة، ونقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد، الكالسيوم، الزنك والمغنيزيوم، مضيفة أن الحميات القاسية تؤدي إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول، ما يزيد من الإحساس بالتعب والقلق وحتى الاكتئاب.
ولا تقتصر مخاطر الحميات الغذائية العشوائية على ما سبق ذكره، بل تشمل حدوث اضطرابات سلوكية غذائية، من خلال ظهور أنماط أكل غير صحية مثل الإفراط في الأكل بعد الحمية (effet yoyo)، إلى جانب اضطرابات في فهم الجسم لإشارات الجوع والشبع.
وقد تتسبب الحميات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب الأخصائية في مخاطر قلبية وهرمونية، من قبيل: انخفاض ضغط الدم أو اضطرابات في معدل ضربات القلب، واختلال التوازن الهرموني خاصة عند النساء، ما قد يؤثر على الدورة الشهرية والخصوبة.
وحذرت من النتائج السريعة للحميات العشوائية، قائلة: “إن فقدان الوزن بشكل سريع، يكون غالبا احتباسا للماء وفقدانا للكتلة العضلية وليس للدهون المتراكمة، بسبب برنامج غذائي لا يناسب سنهم واحتياجاتهم الطاقية، والأسوأ من ذلك أن الجسم قد يدخل في حالة “تأهب حيوي”، فيقلل من معدل الحرق حفاظا على طاقته، ما يجعل استعادة الوزن أمرا شبه محتوم بعد انتهاء الحمية”.
ونصحت سميرة المدغري المغاربة بما أسمته “الثلاثي المربح”، أوله؛ استشارة أخصائي تغذية معتمد لإعداد خطة غذائية مخصصة وفقا للحالة الصحية والعمر والجنس والنشاط البدني، وثانيه؛ الجمع بين التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم والنوم الجيد، وثالثا؛ اللجوء إلى عيادات التخسيس، التي توفر للمريض حلولا آمنة.
ودعت أخصائية التغذية إلى التوقف عن اتباع أي نظام غذائي دون الحصول على تقييم شخصي مع متخصص، وعدم الانخداع بالنتائج السريعة؛ مشددة على أن الصحة استثمار طويل الأمد، كما طالبت المغاربة باستيقاء المعلومات من مصادر علمية موثوقة، قائلة: “لا توجد وصفة سحرية تناسب الجميع، كل شخص حالة فريدة تستحق خطة غذائية شخصية”.