سجلت عملية “مرحبا 2024” خلال هذا الصيف حركية دؤوبة فيما يخص تنقل الجالية، حيث كشفت الأرقام المسجلة عن ارتفاعات فاقت التوقعات، ولا سيما في عدد مغاربة العالم الذين دخلوا أرض الوطن في الفترة الممتدة بين 5 يونيو الماضي و15 شتنبر الجاري، والذي تجاوز 3,7 مليون شخص.
وفي هذا السياق، قال المسؤول عن القطب الطبي والإنساني بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، عمر موسى عبد الله، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن عملية مرحبا 2024 “كانت ممتازة واستثنائية وناجحة، حيث شهد عدد مغاربة العالم الذين دخلوا أرض الوطن زيادة بنسبة 18,84 في المائة مقارنة مع العام الماضي”.
وأضاف المسؤول ذاته، أن عدد المغاربة المقيمين بالخارج الذين دخلوا إلى المغرب خلال عملية مرحبا بلغ 3,76 مليون شخص، موضحا أن 52 في المائة من بينهم، أي 1,97 مليون شخص دخلوا إلى الوطن عبر المعابر البحرية وثغري سبتة ومليلة.
وأشار عمر موسى إلى أن عدد مغاربة العالم الذين غادروا أرض الوطن للعودة إلى ديارة الإقامة بالمهجر خلال الفترة نفسها وصل إلى 3,51 مليون شخص من بين إجمالي مغاربة العالم الذين زاروا أرض الوطن بين 5 يونيو و15 شتنبر الجاري.
وشدد موسى على أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، عملت بتنسيق دؤوب مع مختلف الأطراف المتدخلة، من سلطات محلية وأمن وطني ودرك ملكي وجمارك وسلطات الموانئ والمطارات، من أجل ضمان عبور “مرن وسلس وفي ظروف جيدة”.
وأكد أن ذروة عملية مرحبا كانت خلال الفترة من 22 إلى 31 غشت الماضي، حيث تراوح عدد المسافرين من مغاربة العالم بين 70 ألف و 80 ألف شخص يوميا، موضحا أن المؤسسة ومختلف المتدخلين عملوا على مواكبة وتسهيل وتسريع مختلف الإجراءات الحدودية من قبيل ختم الجوازات والتفتيش الجمركي.
وأبرز عمر موسى أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن عملت خلال فترة الذروة على تعبئة كافة الأطقم الطبية وشبه الطبية والمساعدات الاجتماعيات لمواكبة عملية العبور لاسيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، معتبرا أن “عملية العبور جرت في هذه الفترة بكثير من السلاسة وكانت نموذجية وناجحة بفضل التنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين”.
على سبيل المثال، أوضح المسؤول أن ميناء طنجة المتوسط، الذي يعتبر رائدا في عملية مرحبا، استقبل أكثر من 800 ألف مسافر وافد ومثلهم خلال مرحلة المغادرة، مؤكدا أن المؤسسة عملت بتنسيق مع السلطات المينائية لطنجة المتوسط على تدبير تدفق المسافرين بكثير من المرونة، من خلال تعبئة كافة المتدخلين، من سلطات وشركات الملاحة البحرية، بباحة الاستراحة اكزناية بالطريق السيار، من أجل تدبير تدفق العربات والحافلات قبل وصولها إلى الميناء.
كما عملت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وفق المتحدث ذاته، على تنظيم تدفق مغاربة العالم على النقاط الحدودية بمختلف باحات الاستراحة الدائمة أو المفتوحة مؤقتا، لاسيما بالفنيدق والناضور، من أجل تدبير جيد لتفادي الاكتظاظ، وإتاحة الفرصة للمسافرين للاستفادة من مختلف الخدمات الطبية والاجتماعية والإدارية التي تقدمها المؤسسة.
في هذا السياق، سجل أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، باعتبارها الواجهة الإنسانية والاجتماعية لعملية مرحبا 2024، قدمت خدماتها لأكثر من 155 ألف شخص، من بينها خدمات إدارية وجمركية وقانونية وطبية واجتماعية، مبرزا أنه ولأول مرة تم استعمال حقيبة الفحص الطبي عن بعد بموانئ طنجة المتوسط وطنجة المدينة وبني انصار، والتي مكنت من الكشف عن حالات طارئة لأشخاص مسنين أو مصابين بأمراض مزمنة تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة، ومن بينها المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة، والذي شكل إضافة نوعية للخدمات المقدمة لمغاربة العالم.
كما توقف المسؤول عن القطب الطبي والإنساني بمؤسسة محمد الخامس للتضامن عند المواكبة التي قدمتها أطر المؤسسة للمسافرين من مغاربة العالم الذين تأجلت أو ألغيت رحلاتهم الجوية والبحرية وتمكينهم من خدمات تعويضية في انتظار برمجة رحلاتهم.
وأشاد عمر موسى بالتنسيق الجيد مع الجانب الإسباني والذي مكن من تدبير أفضل لعملية مرحبا، معربا عن يقينه أن نجاح عملية مرحبا 2024 يشكل حافزا للمضي قدما في الارتقاء بالخدمات المقدمة إلى مغاربة العالم خلال السنوات المقبلة.
تعليقات( 0 )