رقية أشمال: صور الفنيدق عنوان ناصع لفشل السياسيات الموجهة للشباب

قالت رقية أشمال أستاذة القانون العام بجامعة محمد الخامس، إن صور المجازفة بالحياة لعدد من الشباب والقاصرين عنوان ناصع على محدودية السياسات الموجهة للشباب، بالرغم من رواج هذه العبارة على مستوى منطوق المرجعيات والبرامج لاسيما بعد حراك 20 فبراير وحراك الريف.

وأضافت أشمال في تصريح خاص لجريدة”سفيركم” الإلكترونية، “إن ما عايناه لحظة الهروب الكبير للشباب لاقتحام معبر سبتة هو نتيجة احتقان كبير وتراكم إرث ثقيل من التهميش والإقصاء و سياسة الانتقائية المجالية”، موردة أن هذه الصورة القاتمة التي رأيناها بالفنيدق، سبق وأن نبهت إليها عدد من التقارير الرسمية الوطنية وكذا الدولية بكثير من قرع الجرس، لكن هذا التنبيه لم يحظى بالتفاعل الاستعجالي من قبل صناع القرار.

وتابعت أستاذة القانون العام بجامعة محمد الخامس، “إن هذا الوضع يسائل سياساتنا ومدبري القرارات عن فحوى انسياب الهدر الزمني والطاقي يمتد إلى ثلاثة عشر سنة (ما بعد دستور 2011) ، في ظل تسيد الجواب الأمني وتغييب الأجوبة السياسية والاقتصادية والتنموية في عمومها”، متسائلة هل عكست البرامج الحكومية ومخططاتها التنفيذية ومخرجات السياسات العمومية المأسسة الإجرائية لدسترة المواطنة في شقيها من الحقوق والمسؤوليات للمواطنين والمواطنات؟ وإلى أي حد تعكس البيئة الحقوقية للفضاء العام واقعا إيجابيا حاضنا لشروط ومقومات المواطنة وما يترتب عليها من توزيع عادل للحقوق؟.

وصرحت المتحدثة ذاتها لمنبر “سفيركم”، بأن ضمان تحقيق المواطنة واستمرارها يحتاج إلى مناخ ثقافي واجتماعي وسياسي تعددي يحترم القانون وحقوق الإنسان، ويوفر ضرورات العيش الكريم؛ آنذاك يمكن أن نتحدث عن الشاب المواطن والأسرة المواطنة والحي المواطن والمدرسة المواطنة والمقاولة المواطنة والأمن المواطن والإدارة المواطنة مردفة، أنه بدون ماسبق تبقى المواطنة مجرد نزعة عاطفية عابرة تظهر أحيانا لكن سرعان ما تختفي باختفاء الدواعي اللحظية وإذا كانت المواطنة في الأصل ذات بعد وطبيعة سياسية، فإنها اليوم اتخذت أبعادا اقتصادية واجتماعية وثقافية.

واستدركت أستاذة القانون العام، إن الشباب حينما يعلن عن تلبية دعوة ظاهرة سرية ” الهجرة المتخذة”  بفعل علني، فهم بذلك يعلنون عن فشل منظومات التعليم والشغل والصحة من استيعاب مطالبهم، ولذلك ولوا ظهورهم لكل أشكال السياسات القائمة التي ضيقت في تقديرهم من المداخل الأساس لتفعيل مواطنتهم.

وربطت أشمال، في هذا السياق مأسسة المواطنة ، بتعبئة كل القوى المجتمعية، أفرادا (مبدعين وإعلاميين، ومدنيين وحقوقيين ومثقفين…) وجماعات، بعيدا عن الرمانسيات اللحظية، من أجل نشرها وتثبيتها والتحسيس بقيمها والتعريف بأبعادها وآلياتها.

وختمت المتحدثة إلى منبر”سفيركم” مداخلتها، بأن  التربية على المواطنة يجب أن تكون من خلال التربية على قيم التسامح، الديمقراطية، حقوق الإنسان ونهج الحوار، وإيقاف تضارب المصالح الخاصة بكائنات الأجنحة المظلية، ورفع أيديها عن المجازفة بهذا التراشق بالوطن وباستقراره.

تعليقات( 0 )