قالت وكالة الأنباء الإيطالية، إن المغرب يتعامل مع قضية الهجرة غير النظامية بنهج يزواج بين الاعتبارات الإنسانية والضرورات الأمنية.
وأوضحت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا“، أن المغرب يضطلع بدور استراتيجي في منطقة البحر الأبيض المتوسط بفضل فعالية تعامله مع قضايا الهجرة غير النظامية ومكافحة الإرهاب، لا سيما وأنه نقطة عبور رئيسية لتدفقات الهجرة.
وواصلت أن مجموعة من المؤسسات المختلفة ووسائل الإعلام المتفرقة قد سلطت الضوء منذ صيف السنة الماضية، على دوره الكبير في التعامل مع هذه التحديات الإقليمية، من خلال نشرها لعدد من البيانات والتقارير التحليلية.
وذكرت أن المملكة وقعت في دجنبر الماضي اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز الدعم المالي المخصص لبرامج مراقبة الحدود وتقديم المساعدة للمهاجرين، تضمنت تعزيز مراقبة الطرق البحرية بالبحر المتوسط ضمن “عملية الرباط”.
وتهدف هذه العملية، بحسب الوكالة الإيطالية، إلى تحقيق التوازن بين إدارة تدفقات الهجرة ودعم التنمية في بلدان المنشأ والعبور، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة عرفت إطلاق برامج تدريبية موجهة لقوات الأمن المغربية بالتعاون مع خبراء أوروبيين.
ولفتت “أنسا” إلى أنه رغم أن شبكات تهريب البشر ما تزال تشكل عائقا كبيرا، إلا أن السلطات المغربية قد تمكنت خلال الأشهر الأخيرة، بالتعاون مع شركاء أوروبيين، من تفكيك عدة شبكات إجرامية.
وأسفرت عملية مشتركة في نونبر الماضي، عن إنقاذ أزيد من 300 مهاجر في البحر المتوسط، واعتقال أكثر من 50 مهرب متورط في تنظيم رحلات بحرية خطيرة، مؤكدة أن هذه الجهود تؤكد أهمية تبادل الموارد والمعلومات والاستراتيجيات لمحاربة الهجرة غير النظامية.
وفي الجانب الأمني، أبرزت الوكالة أن المغرب يعد شريكا أساسيا في مكافحة الإرهاب، خاصة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، مشيرة إلى تعاون أجهزة الاستخبارات المغربية مؤخرا مع شركاء دوليين لإحباط مخطط إرهابي استهدف بنية تحتية حساسة في أوروبا.
وساهم نجاح المغرب في إحباط هذا المخطط الإرهابي، في تعزيز مكانته كركيزة أساسية في جهود مكافحة الإرهاب بالعالم، موضحة أن اعتماد تقنيات متطورة، بما فيها المراقبة، يعكس التزامه الكبير بحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
وخلصت وكالة الأنباء الإيطالية إلى الإشارة إلى أن التداخل بين قضايا الهجرة والتحديات الأمنية يستدعي تعاونا مستمرا ومتعدد الأطراف، مضيفة أن الدور المزدوج للمغرب كبلد عبور وشريك أمني، يبرز الحاجة إلى استراتيجيات متكاملة تعالج أسباب الهجرة وتعزز الاستقرار والتنمية على جانبي البحر المتوسط.