أعلنت صحيفة “إلباييس” الإسبانية أن الحرس المدني الإسباني تمكن من تفكيك منظمة إجرامية تنشط في تهريب المهاجرين غير النظاميين من المغرب إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، مرورا بمدينة سبتة المحتلة.
وأوضحت “إلباييس” في خبر نشرته نقلا عن السلطات الإسبانية، أن العملية الأمنية أسفرت عن توقيف 11 شخصا، من بينهم خمسة في سبتة، وأربعة في مدينة الجزيرة الخضراء (قادس)، واثنان في بلدة كوين (مالقة)، بتهم تتعلق بـ “تسهيل الهجرة غير النظامية”.
وأضافت أنه جرى التحقيق مع شخصين آخرين دون اعتقالهما، فيما تم العثور على تسعة مهاجرين كانوا في طور الإعداد لتهريبهم إلى الأراضي الإسبانية.
وذكرت أن الشبكة المفككة كانت من أكثر التنظيمات نشاطا في المنطقة، وكانت تقدم للمهاجرين ما أسمته “رحلة كاملة”، تشمل مسارين، الأول من المغرب إلى سبتة باستخدام قوارب مختلفة، من بينها قوارب صيد، والثاني من سبتة إلى البر الإسباني على متن قوارب ترفيهية صغيرة.
وأشارت “إلباييس” إلى أن نفس المصادر أفادت بأن المهاجرين كانوا يدفعون مبالغ مالية كبيرة مقابل الرحلة، حيث كانت الشبكة تعطي الأولوية للهروب بسرعة في حال حدوث أي طارئ، على حساب سلامة الركاب، ومعظمهم من البالغين.
وشهدت العملية الأمنية مداهمات في عدة أحياء من سبتة المحتلة، حيث شارك فيها عناصر من “فرقة العمل السريع” التابعة للحرس المدني، المختصة في العمليات عالية الخطورة، إضافة إلى فرق الكلاب البوليسية المدربة على كشف المخدرات والمتفجرات والأسلحة.
وأردفت أن المنظمة كانت تخفي المهاجرين غير النظاميين في منازل مخصصة لذلك في سبتة المحتلة، قبل نقلهم على متن القوارب نحو الجنوب الإسباني، مضيفة أن أعضاء آخرون من الشبكة يتكفلون بنقلهم بمجرد وصولهم إلى مدن مختلفة في منطقة الأندلس.
ولفتت “إلباييس” إلى أن مدينة سبتة المحتلة تعاني من ضغط متزايد للهجرة غير النظامية، مبرزة أن الإحصاءات الرسمية ذكرت أن عدد المهاجرين بطريقة غير نظامية عن طريق البحر بلغ منذ بداية 2025 وحتى الـ15 أكتوبر 4 أشخاص فقط، مقابل 23 خلال العام الماضي.
واستطردت أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الضفة الأخرى عن طريق البر، سواء بالسباحة أو عبر تجاوز السياج الحدودي، ارتفع إلى 2.890 مهاجرا، أي ما يعادل زيادة بلغت نسبتها 33% مقارنة بالعام السابق.
وقالت الصحيفة إن هذا الارتفاع في وتيرة الهجرة غير النظامية أدى إلى اكتظاظ مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI)، الذي يؤوي حاليا حوالي ألف شخص، رغم الجهود الدورية لتخفيف الضغط عبر نقل بعض المهاجرين إلى مناطق أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن حكومة المدينة المحتلة كانت قد طلبت في نهاية شهر غشت الماضي إعلان حالة الطوارئ لتمكينها من إعادة توزيع القاصرين غير المصحوبين بذويهم إلى أقاليم أخرى، إذ تجاوزت قدرتها الاستيعابية، إذ تستقبل 500 طفل وقاصر مهاجر، رغم أن طاقتها الأصلية لا تتعدى 27 مكانا فقط.
وخلصت صحيفة “إل باييس” بالإشارة إلى أن 39 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية السنة في مياه سبتة المحتلة، أثناء محاولتهم عبور البحر نحو الأراضي الإسبانية، ما يعكس استمرار معاناة المهاجرين في البحث عن طريق محفوف بالمخاطر نحو “الحلم الأوروبي”.

