تدرس السلطات الصينية إمكانية اعتبار إيلون ماسك مشتريا محتملا لعمليات تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، وفقا لتقارير صادرة عن “بلومبرغ” و”وول ستريت جورنال”.
ويأتي ذلك في ظل مواجهة المنصة موعدا نهائيا حاسما هذا الأسبوع قد يؤدي إلى حظرها من العمل في الولايات المتحدة.
ويتعين على شركة “بايت دانس” المالكة لتيك توك بيع عملياتها في الولايات المتحدة بحلول 19 يناير، أو مواجهة الإغلاق الكامل في البلد شمال أمريكي الذي يضم 170 مليون مستخدم للمنصة.
وينبع هذا الموعد النهائي من تشريع وقّعه الرئيس بايدن في أبريل 2024، مستندا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي واحتمالية وصول بكين إلى بيانات المستخدمين.
وقد نفت المنصة بشدة هذه التقارير، حيث صرّح متحدث باسم المنصة الإجتماعية لعدة وسائل إعلام قائلا، “لا يمكننا التعليق على محض خيال”.
وجاء هذا النفي بعد أن أفادت “بلومبرغ” بأن مسؤولين صينيين بدأوا مناقشة خطط طوارئ قد تتضمن استحواذ منصة “إكس” التابعة لماسك على عمليات تيك توك في الولايات المتحدة.
وقد تتراوح تكلفة هذا الاستحواذ بين 40 و50 مليار دولار، حسب المصادر الأمريكية، وهو مبلغ مشابه لما دفعه ماسك للاستحواذ على تويتر (حاليا “إكس”) في عام 2022 بقيمة 44 مليار دولار.
ووصلت القضية إلى المحكمة العليا الأمريكية التي استمعت للمرافعات يوم الجمعة الماضي، وبينما لم تصدر المحكمة العليا حكما بعد، تشير التقارير إلى أن غالبية القضاة يميلون لدعم الحظر.
وحذّر محامي المنصة الصينية، نويل فرانسيسكو، من أن المنصة قد “تتوقف عن العمل” في الولايات المتحدة هذا الشهر في حال عدم تمديد المهلة.
من جهته، غيّر الرئيس المنتخب ترامب موقفه تجاه حظر المنصة الذي دعمه خلال ولايته الأولى، ففي مذكرة قانونية صادرة في دجنبر، أشار محامو ترامب إلى أنه “يسعى لحل القضايا المطروحة عبر وسائل سياسية بمجرد توليه المنصب”.
وصرح ترامب مؤخرا: “أكن مشاعر خاصة لتيك توك لأنني فزت بفئة الشباب [في انتخابات 2024] بفارق 34 نقطة”.
وقد أثار الاتفاق المحتمل الانتباه بسبب علاقات ماسك التجارية القائمة مع الصين بعد أن حققت تسلا، شركة السيارات الكهربائية التابعة له، إيرادات بقيمة 5.7 مليار دولار من السوق الصينية خلال الربع الأخير، ما يمثل 23% من إجمالي الأرباح.
والتقى الرئيس التنفيذي لتيك توك، شو تشيو، مع ترامب في مارالاغو في دجنبر ضمن سلسلة اجتماعات بين الرئيس المنتخب وقادة صناعة التكنولوجيا.
وواصلت المنصة الدفاع عن موقفها بأن شرط البيع الإجباري ينتهك حماية حرية التعبير التي يكفلها الدستور.
تاريخيًا، عارضت “بايت دانس” والحكومة الصينية بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، ومع ذلك، ذكرت “بلومبرغ” أن المسؤولين يدرسون الآن خطط طوارئ، بما في ذلك إمكانية دمج منصتي “إكس” و”تيك توك” تحت قيادة ماسك.
ورغم عدم تعليق ماسك على التقارير الأخيرة، فقد أعرب سابقا عن معارضته لحظر تيك توك. ففي أبريل 2024، قال: “يجب ألا يُحظر تيك توك في الولايات المتحدة، حتى لو كان هذا الحظر قد يفيد منصة إكس. القيام بذلك يتعارض مع حرية التعبير”.