استحق لقب “الأسطورة”، بعدما راكم أزيد من 20 سنة من المجد، ليصبح بذلك الوريث الوحيد، لمنصب الرمز الثقافي الأمريكي، وأيقونة من أيقونات هوليوود، رفقة كل من “مارلون براندو” والراحل “جيمس دين”.
ذاع صيته في العالم، ففي كل مرة يسند إليه دور معين، كان يرتدي عباءة الشخصيات ويغوص في تفاصيلها، فيمزجها مع موهبته الفذة وسحره القوي، ليقدم للمشاهد روائع فنية ما تزال عالقة في أذهان محبي هوليوود، مثل “تاكسي درايفر” و”كازينو”، لكن إعلانا صغيرا لصالح شركات نقل، كان كفيلا بأن يستصغر هذه المسيرة، لفنان أسر قلوب الملايين وأمتع عددا من المشاهدين.
وحسب ما أوردته صحيفة “بي بي سي نيوز” البريطانية، في خبر لها، فإن “روبرت دينيرو”، الممثل الذي جعل جملة “هل تتحدث معي؟”، التي قالها في فيلم “تاكسي درايفر”، واحدة من أشهر الجمل في تاريخ السينما، سيقدم موهبته التمثيلية الكبيرة، في إعلان لصالح شركة النقل الخاصة “أوبر”.
ولفتت الصحيفة، إلى تدوينة “بول شريدر”، كاتب سيناريو فيلم “سائق تاكسي”، التي نشرها على حسابه الرسمي عبر فيسبوك، وقال فيها: “لماذا سيفعل بوب هذا لا يمكنني تفسيره”، متمنيا ألا يرى الشخصية في إعلان تجاري.
وأردف قائلا: “ولكن واقع الصناعة معقد، وليس للممثلين الحق في مواصلة القصص خارج صفحات السيناريو الأصلية، الفيلم شيء حساس يبدأ وينتهي، كيف سيكون شعور جون هيوز الراحل، تجاه مديري الإعلانات، الذين أعادوا شخصية ‘فيريس’ في منتصف العمر، يتجول في لوس أنجلوس بسيارة دفع رباعية؟”.
وأبرز الموقع أنه بعد انتشار أخبار، تفيد بأداء “الأسطورة” روبرت دينيرو، لشخصيته الشهيرة من فيلم “سائق تاكسي”، خرج مسؤولي “أوبر” ببيانٍ، أكدوا فيه أن الإعلان لن يعيد فيه “روبرت دي نيرو” دوره وحواره الشهير.
ومن جهته، أكد موقع “إندبندنت”، أن هذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها أشهر ممثلي هوليوود عالم الإعلانات، بل سبق للممثل “هارفي كيتل”، أن قام بإعادة تمثيل شخصية “وينستون وولف”، من فيلم “بولب فيكشن”، في سلسلة من الإعلانات الخاصة بشركة التأمين البريطانية “ديركت لاين”، وسبقه كذلك للممثل “جيف بريدجز”، أن أعاد تمثيل دور “جيف ليباوسكي”، من فيلم “ليباوسكي الكبير”، في حملة دعائية لـ”ستيلا آرتوا”، وغيرهم من الممثلين الآخرين الذين سلكوا نفس المنوال.
وجاء في مقال “إندبندنت”: “فعلا يجب على الممثلين أن يكسبوا لقمة العيش، وغالبا ما يعتمدون على أشخاص كثر يرغبون في الحصول على جزء من الكعكة. لا يمكنني أن ألوم كيفين بيكون، الذي أصبح يتعامل بشكل مستمر مع شبكة “إي إي” في المملكة المتحدة، وأضحى مدمنا على الإعلانات، خاصة إذا ما نظرنا إلى أنه قال ذات مرة، أنه فقد ‘معظم’ أمواله بفعل احتيال ‘برني مادوف'”.
وتوفر الإعلانات للممثلين عائدات سهلة، خاصة وأنها غالبا ما تتضمن أياما بدلا من أسابيع أو أشهر من التصوير، وتكون أغلبها في أماكن مناخية مناسبة.
وبالفعل، يعتبر “روبرت دي نيرو”، أو “الأسطورة”، أعظم ممثل على الشاشة في جيله، شارك في تصوير أفضل الروائع الفنية، في القرن الماضي، وسيبقى اسمه مرتبطا دائما بشخصياته الكبرى وعالقا في أذهان الجمهور العالمي، سواء كان ذلك الرجل المنفعل “ترافيس” في “سائق تاكسي”، أو الملاكم “جيك لاموتا” في “الثور الثائر”، أو “فيتو كورليوني” في “العراب”.