تحولت المبادرة الجزائرية الأخيرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والتي تهدف إلى إنشاء تكتل يجمع الجزائر وتونس وليبيا، واستثناء المغرب، واعتذار موريتاني،(تحولت) إلى حديث الصحافة الدولية والمغاربية خاصة في ظل الأزمة السياسية التي تجمع المغرب والجزائر، التي تعد أبرز القوى السياسية في المنطقة.
ووفق الرئيس الجزائري، الذي ظهر في لقاء صحفي نهاية الأسبوع الماضي، أكد من خلاله أن المبادرة جاءت من أجل سد الخصاص الموجود في الوقت الراهن، كما أن الباب مفتوح أمام المغرب وموريتانيا من أجل اللحاق بالتكتل. وأكد تبون أن ’’المبادرة لا تهدف إلى عزل أي دولة في المنطقة’’ قبل أن يضيف أن المغرب ’’اختار توجهات أخرى ولم يستشر الجزائر في طلب عضوية الإكواس والتنمية في الخليج.’’
وحسب قراءة متابعي الشأن السياسي المغاربي، فإن ’’محاولات النظام الجزائري في الظرفية الراهنة، ليست سوى ردود أفعال وليس بمبادرة حقيقية، بعدما أعلن المغرب عن إطلاق مبادرة الأطلسي، التي تضم دول الساحل الإفريقي، مما وضع الجزائر في وضعية عزلة خانقة، خاصة بعد تغير الأنظمة في عدد من الدول أبرزها النيجر ومالي، وحياد موريتانيا في علاقتها مع محيطها المغاربي’’.
وذكر الرئيس الجزائري، في حوار أجراه مع القناة الرسمية الجزائرية، أنه ’’ستكون هناك لقاءات ومشاورات وتنسيق بين البلدان الثلاثة، من أجل إيجاد صيغ نهائية من أجل التعاون، في ظل غياب أي تكتل إفريقي شامل’’ مشيرا إلى أن ’’الرغبة تكمن في السعي إلى وضع حد للفراغ الذي تعرفه المنطقة، كما أن التنظيم الجديد لا يسعى إلى تعويض اتحاد المغرب العربي.’’
وعلق متابعون على خطاب تبون، بخصوص ذكر ’’العزلة’’ بكونها محاولة من أجل إيجاد صيغ جديدة للرد على المبادرات المغربية التي وضعته أمام أمر الواقع، خاصة وأن الجزائر في أزمة سياسية خانقة مع مدريد وفرنسا شركائها التقليديين في أوروبا، بالإضافة إلى التوترات السياسية المتعلقة بالإرهاب بالساحل والصحراء، والأزمة السياسية الداخلية في البلاد، ومن أجل الخروج من هذا الوضع، تم إختراع تكتل جديد بدون أهداف أو رؤية واضحة من شأنها أن توحد حقيقةً البلدان المغاربية، خاصة تونس التي تعيش بدورها أزمة سياسية وإقتصادية خانقة بسبب التمويلات الجزائرية، وليبيا التي بدأت مؤخرا الخروج من أزمتها السياسية.
وأمام المناورات الجزائري لعزل المغرب عن محيطه المغاربي، التزمت الرباط الصمت وعدم الرد على الخطاب الجزائري، وهذا ما تم وصفه من قبل متابعين، بالدبلوماسية الرزينة للمملكة، والتي ترد بالفعل والمبادرات الكبرى، خاصة وأن المملكة مقبلة على مشروع ضخم أطلقه الملك ’’المبادرة الأطلسية’’، فيما اختارت موريتانيا الوقوف في الوسط، والاكتفاء بتقوية العلاقات المباشرة مع بلدان المغرب الكبير.