يعمل المغرب بجدية على مواكبة التطورات الرقمية لتلبية احتياجات السياح بحلول عام 2030، عبر تنفيذ استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” التي تهدف إلى جعل المغرب قطبا رقميا إقليميا على المستوى القاري أولا، وثانيا من خلال تسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر رقمنة الخدمات العمومية وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
في هذا السياق صرح أمين سامي، الخبير في مجال الرقمنة والتخطيط الاستراتيجي، بأن المغرب يعمل بجدية كبيرة من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة، خاصة أنه مقبل على أحداث كبرى دولية وعالمية مثل كأس افريقيا 2025، وكأس العالم 2030، والذي سيعرف زيادة مهمة في عدد السياح الوافدين على المغرب، خلال الفترة التي سينظم فيها كأس العالم، ولهذا “فتطوير الرقمنة في المجال السياحي والتركيز على التسريع وتحسين جودة الخدمات الرقمية السياحية يعتبر أولوية استراتيجية لإنجاح المونديال 2030″.
وتابع الخبير في حديثه لـ”سفيركم” عن قطاع السياحة الذي يضم في طياته، ثلاث قطاعات استراتيجية وواعدة منها قطاع الصناعة التقليدية، وقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وهي “قطاعات واعدة ومستقبلية إذا تم تجويد خدماتها، وتحديثها، ورقمنتها ستساهم بدون شك في تحقيق مكاسب مهمة للقطاع السياحي برمته”.
وأكد سامي على أن قطاع السياحة والقطاعات التابعة له تعتبر من المجالات المستهدفة في هذه الاستراتيجية، حيث يتم تطوير حلول رقمية مبتكرة لتحسين تجربة السياح، وأعطى كمثال على ذلك، الشركات المغربية التي قامت بتطوير أنظمة لإدارة الفنادق ووكالات الأسفار، بالإضافة إلى حملات تسويقية رقمية لتعزيز حضور المغرب على المنصات الرقمية.
وأوضح بأن هذا لا يمنع أن نتواجه مع التحديات المطروحة، على الرغم من الجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة في تطوير القطاع السياحي والمؤشرات الايجابية التي حققتها مؤخرا، من خلال تحديات في البنية التحتية الرقمية، خاصة فيما يتعلق بتغطية الإنترنت عالي السرعة في المناطق القروية ونشر شبكات الجيل الخامس (5G)، وتطوير الكادر البشري المتخصص في هذا المجال” مؤكدا على أن تحسين هذه البنية التحتية يعد ضروريا لضمان تقديم خدمات رقمية متكاملة للسياح.
واقترح الخبير الاستراتيجي في الإطار نفسه مشاريع لحلول غير تقليدية يمكن أن تسهم في تطوير رقمنة القطاع السياحي منها، استخدام تقنيات الهولوجرام في المواقع السياحية، ف”استخدام تقنية الهولوجرام لإعادة بناء مواقع تاريخية أو شخصيات تاريخية كمرشدين سياحيين افتراضيين، بالإضافة إلى تقديم عروض تفاعلية في المواقع السياحية تستعرض تاريخ وثقافة المكان بطريقة مبهرة”.
أما الاقتراح الثاني فقد تمثل في “العمل في إطار شراكة قطاع عام-قطاع خاص على إنشاء تطبيق “السياحة الشخصية التفاعلية”، من خلال إنشاء تطبيق يعتمد على الذكاء الاصطناعي يقدم للسائح تجربة مخصصة بالكامل، مثل إنشاء خطط سياحية بناء على اهتماماتهم ووقتهم المتاح، كاقتراح مطاعم، أماكن تسوق، وفعاليات مباشرة بناء على موقع السائح وسلوكياته.
ويرى أمين سامي أن الأمر الثالث هو العمل في إطار الشراكة قطاع عام-قطاع خاص بإنشاء نظام “تفاعل فوري بالذكاء الاصطناعي” في الفنادق، “فمن خلال إدخال مساعدات رقمية (chatbots متطورة) في الفنادق تتواصل مع السياح بلغاتهم الأصلية، وهذه الأنظمة يمكنها الحجز، اقتراح الأنشطة، والرد على استفسارات السائح في الوقت الفعلي”.
واقترح أيضا المتحدث، العمل على تحويل المطارات إلى بوابات رقمية تفاعلية، كتصميم مساحات رقمية في المطارات تقدم للسياح لمحة عن المواقع التي يمكنهم زيارتها بالمغرب عبر تقنيات العرض التفاعلي.
ويرى أن عقد شراكات مع منصات الألعاب الرقمية، عبر تطوير ألعاب فيديو تستوحي بيئتها ومعالمها من المواقع السياحية المغربية سيساهم في ترويج التراث والثقافة بطريقة مبتكرة عالميا.
كما أن “إنشاء أنظمة ملاحة صوتية تاريخية، وفق تطوير أنظمة ملاحة صوتية للمواقع السياحية تربط بين الموقع الحالي للسائح وقصص تاريخية مرتبطة به.
وأشار إلى تجربة “السائح كمنشئ محتوى”، كحل وإجراء يمكن الاستفادة منه، كخلق تعاقدات مع صناع المحتوى الدوليين والعرب والمشاهير، على توثيق رحلاتهم ونشر محتواهم مباشرة على منصات السياحة المغربية، مما يعزز الترويج السياحي.
وخلص أمين سامي في تصريح ل”سفيركم” إلى أن “هذه الحلول الجديدة وغيرها تعكس التفكير الابتكاري اللازم لتحويل المغرب إلى مركز سياحي رقمي عالمي، فاعتماد هذه الابتكارات سيعزز تجربة السائح، ويرسخ مكانة المغرب كوجهة حديثة تجمع بين التكنولوجيا والتراث الثقافي”.