فشلت الجزائر في إدراج اسم جبهة البوليساريو الانفصالية للمشاركة في منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAC)، حيث خلت قائمة المشاركين في الاجتماع الوزاري التمهيدي الذي انعقد اليوم الثلاثاء في بكين من أي ممثل للجبهة الانفصالية.
ويتضح أن الصين رفضت أي مشاركة لجبهة البوليساريو في أي اجتماع في هذا الحدث الهام، بالنظر إلى أن بكين لا تعترف بجبهة البوليساريو الانفصالية، كما أنها تتمتع بعلاقات جيدة على المستوى السياسي مع الرباط.
كما تشير العديد من التقارير إلى المجهودات الدبلوماسية الهامة التي تقوم بها الخارجية المغربية، من أجل التصدي لأي مخططات تهدف إلى الإساءة إلى المغرب عبر إدراج البوليساريو في لقاءات واجتماعات دولية، وقد ساهمت تحركات ناصر بوريطة في هذا الجانب بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت في غشت الماضي عن وجود مساعي جزائرية لإقناع الصين بإشراك البوليساريو في المنتدى الصيني الإفريقي، خاصة بعد اللقاء الذي جمع السفير الصيني بوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في إطار التحضيرات الصينية لهذا المنتدى.
ويبدو أنه في جميع الأحوال، أن الجزائر لم تنجح في دفع الصين لقبول مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية، ولا سيما أن وضعها السياسي يدفعها للانحياز إلى المغرب أكثر، على اعتبار أنها بدورها تواجه مطالب انفصالية، في تايوان.
وشهد الاجتماع الوزاري الممهد لقمة منتدى الصين إفريقيا التي تنطلق يوم غد الأربعاء وتستمر إلى غاية الجمعة 6 شتنبر الجاري، مشاركة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في حين يُنتظر أن يُمثل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الملك محمد السادس، في انطلاق المنتدى غدا الأربعاء.
وتعرف العلاقات المغربية الصينية، تطورا إيجابيا متواصلا منذ عدة سنوات، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى بكين في 2016، والتي فتح من خلالها الباب أمام صفحة جديدة من التعاون الثنائي في العديد من المجالات، وساهمت في الرفع من الاستثمارات الصينية في المملكة المغربية.
ورفعت الصين في السنوات الأخيرة من استثماراتها في المملكة، وبالخصوص في قطاع السيارات الكهربائية، حيث ترغب في الاستفادة من اتفاقيات التبادل الحر التي تجمع بين المغرب وأوروبا والولايات المتحدة، من أجل الهروب من الضرائب الغربية على صادراتها في هذا القطاع.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن المملكة المغربية استثمارا صينيا ضخما في قطاع انتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية، ويتعلق الأمر باستثمار أعلنت عنه مجموعة “BTR” الصينية بميزانية تصل إلى أكثر من 363 مليون دولار أمريكي.
وبحسب الموقع الإخباري الصيني “Yicai Global“، فإن مجموعة “بي تي آر”، قررت افتتاح مصنع لها في مدينة “محمد السادس طنجة تيك” بضواحي طنجة، ليكون متخصصا في انتاج مادة الأنود التي تُستعمل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
ووفقا للمصدر نفسه، فإن المجموعة الصينية أعلنت أن هذا المشروع سيكون بتعاون مع مجموعة “فورد” الأمريكية، حيث تعتزم الأخيرة توقيع عقد توريد معها بقيمة 120 مليون دولار أمريكي عبارة عن دفعة مُسبقة.
وأشار المصدر الصيني إلى أن هذا المشروع هو الثاني لمجموعة “بي تي آر” في المغرب، حيث سبق أن وقعت مع الحكومة المغربية عقدا لافتتاح مصنع في مدينة “طنجة تيك” لانتاج الأقطاب الكهربائية السالبية (الكاثود) الموجهة بدورها إلى صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
تعليقات( 0 )