أكد خالد الزروالي، الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، اعتمد نهجا إنسانيا غير مسبوق في تدبير الحدود، يرتكز على جعل المهاجر في صلب السياسات والمبادرات التي تم إطلاقها في هذا المجال.
وأوضح الزروالي، خلال افتتاح مائدة مستديرة نظمها المرصد الوطني للهجرة حول موضوع “تدبير إنساني للحدود: من تدبير الهشاشة إلى تحفيز الفرص”, أن المغرب تبنى مفهوما جديدا وشاملا لأنسنة تدبير الحدود، حيث يتم مواكبة المهاجر منذ لحظة وصوله، مرورا بتوجيهه، وصولا إلى إدماجه في المجتمع.
وأشار إلى أن هذا النهج لا يقتصر فقط على الاستجابة للظروف الطارئة، بل يسعى إلى تحويل إمكانيات المهاجرين إلى عناصر إثراء وتنوع داخل المجتمع المغربي، مؤكدا أن الرؤية الملكية لهذا المفهوم تتجاوز البعد العملياتي إلى إرساء حكامة شاملة في إدارة الحدود.
كما شدد الزروالي على أن المغرب قدم نموذجًا رائدا على الصعيد الدولي في تدبير ملف الهجرة، وهو ما تجلى في إطلاق الميثاق الإقليمي جنوب-شمال المتعلق بأنسنة تدبير الحدود في إطار مسلسل الرباط سنة 2023، لافتًا إلى أن المملكة تعمل على تحقيق توافق دولي حول هذا الميثاق وتفعيله بشكل عملي.
وأكد أن المقاربة المغربية للهجرة تستند إلى رؤية استراتيجية شاملة، تعزز التعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي، وتراعي حقوق المهاجرين، مشيرا إلى أن المغرب، من خلال استراتيجيته الوطنية للهجرة واللجوء التي أُطلقت عام 2013، عمل على إرساء سياسات شاملة ومدمجة ومتضامنة وإنسانية، تتماشى مع المعايير الدولية.
من جانبه، أكد هشام الملاطي، مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة بوزارة العدل، أن المغرب يعد نموذجًا دوليًا رائدًا في تدبير تدفقات الهجرة، مشيرا إلى أن المقاربة المغربية لا تقتصر فقط على حماية المهاجرين، بل تشمل أيضا مكافحة شبكات تهريب البشر وضمان حماية ضحايا الاتجار بالبشر، من خلال مراجعة الإطار التشريعي الوطني وتعزيز الالتزام بالاتفاقيات الدولية.
وشهدت المائدة المستديرة مشاركة مسؤولين وخبراء من مختلف القطاعات المعنية بالهجرة وإدارة الحدود، إضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية، حيث ناقش المشاركون النموذج المغربي للإدارة الإنسانية للحدود، وحماية ضحايا الاتجار بالبشر، ودور الذكاء الاصطناعي في إدارة الحدود.