وجّهت الشبيبة الاتحادية بفرنسا اتهامات مباشرة للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، بممارسة “السلطة الفردية” وتهميش الأصوات المعارضة داخل التنظيم، سواء في المغرب أو خارجه.
وجاء ذلك في بيان توصل به موقع “سفيركم”، عقب اجتماع كتابتها الإقليمية يوم 28 يناير 2025، حيث ناقش أعضاؤها الوضع السياسي والتنظيمي للحزب، في ظل ما وصفوه بـ”الجمود والتراجع الديمقراطي” الذي يعيشه الاتحاد الاشتراكي.
وانتقدت الشبيبة الاتحادية في فرنسا ما اعتبرته مماطلة في تفعيل التمثيلية السياسية لمناضلي الحزب بالخارج داخل المجلس الوطني، معتبرة أن هذا التأخير ناتج عن موقفهم الرافض للولاية الثالثة لإدريس لشكر.
وأكد البيان أن هذا الرفض يأتي من منطلق الإيمان بمبدأ التناوب السياسي وضرورة فتح المجال أمام أفكار وقوى جديدة، بدل تكريس “قيادة قائمة على السلطة الفردية”.
وأشار البيان إلى أن الحزب بات يشهد “انزلاقا” نحو مركزية القرار بيد الكاتب الأول، مع تراجع دور المؤسسات الحزبية وإقصاء المعارضين، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الحزب وهويته السياسية.
ولم يقتصر هجوم الشبيبة الاتحادية بفرنسا على الوضع الداخلي للحزب، بل امتد إلى موقف القيادة الحزبية من الأوضاع السياسية العامة في المغرب.
واتهم البيان قيادة الحزب بـ”الصمت المتواطئ” أمام تفشي الفساد وتزايد معدلات الفقر والبطالة، مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي، إلى جانب أحزاب أخرى، أصبح “يخدم أجندة “حكومة الأغنياء”.
وتساءل البيان عن أسباب صمت المكتب السياسي إزاء انحرافات خطيرة داخل الحزب، خاصة فيما يتعلق بمنح التزكيات الانتخابية لمرشحين أدينوا أو يواجهون محاكمات بتهم الفساد وتبديد المال العام والتزوير وحتى الاتجار الدولي في المخدرات.
ومع اقتراب موعد المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب، حذرت الشبيبة الاتحادية بفرنسا من أي محاولات لتأجيله إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية لسنة 2026، أو الدفع نحو ولاية رابعة لإدريس لشكر.
واعتبرت أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستكون بمثابة “تلاعب بإرادة الاتحاديين”، مطالبة المكتب السياسي باحترام موعد انعقاد المؤتمر قبل 28 يناير 2026، وفقا للقوانين التنظيمية للحزب.
كما شددت على ضرورة تشكيل لجنة تحضيرية مستقلة تضمن نزاهة العملية، وتحيين قائمة المؤتمرين ونشرها قبل ستة أشهر من انعقاد المؤتمر، بما يسمح لجميع الاتحاديين بالاطلاع عليها والتأكد من شفافيتها.
كما أكد البيان أن الشبيبة الاتحادية بفرنسا ترفض بشكل قاطع أي وصاية مفروضة على القرار الحزبي، سواء من داخل التنظيم أو خارجه، وتعهدت بمواصلة النضال لإسقاط “كل أشكال التلاعب بإرادة الاتحاديين”، مشيرة إلى أن “ورثة الحزب الحقيقيين هم المناضلون الاتحاديون والشعب المغربي، وليس القيادة الحزبية الحالية”.