الشراكة التجارية بين المغرب وبريطانيا تقف في وجه آمال البوليساريو على ستارمر

أفصحت جبهة البوليساريو الانفصالية، بطريقة غير مباشرة، عن آمالها بتولي كير ستارمر رئاسة وزراء بريطانيا، في رسالة تهنئة وجهها زعيم الجبهة الانفصالية إلى زعيم الحزب العمالي المُعين حديثا.

ووفقا لما تناقلته الأذرع الإعلامية للبوليساريو، فإن زعيم الجبهة اعتبر “البوليساريو شقيقة لحزب العمال”، وأعرب عن “تطلعه إلى مواصلة وتعميق العلاقات القائمة بين المنظمتين”.

وقالت تقارير إعلامية، إن استعمال زعيم الجبهة الانفصالية لمصطلحات من هذا القبيل، تهدف من خلالها إلى مغازلة زعيم حزب العمال، ولا سيما أن بعض أعضاء هذا الحزب سبق أن أعرب بعضهم عن دعمهم للطرح الانفصالي، وهو ما يغدي آمال جبهة البوليساريو التي تتخذ من تندوف الجزائرية مقرا رئيسيا لها.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإن آمال البوليساريو، غير مبنية على أسس واقعية، بالنظر إلى العلاقات المتينة التي تجمع بين المغرب وبريطانيا، ولا سيما أن الطرفين عززا شراكاتهما في السنوات الأخيرة بشكل كبير، عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ووفقا للعديد من التحليلات السياسية في هذا السياق، فإنه يُستبعد أن تتخذ الحكومة الحالية التي يقودها كير ستارمر أي مواقف لصالح جبهة البوليساريو، بسبب التداعيات المقلقة لهذه الخطوة على العلاقات بين الرباط ولندن، وبالأخص أن الأخيرة في حاجة في الوقت الحالي لزيادة شراكاتها مع المغرب في المجال التجاري لتفادي الضرائب الجمركية الأوروبية بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي.

والأدهى من ذلك، بحسب التحليلات ذاتها، هو أن البرنامج الانتخابي لكير ستارمر تأسس على ضرورة إعادة عجلة الاقتصاد من جديد في بريطانيا إلى نشاطها، والرفع من المستوى المعيشي للبريطانيين، وهو أمر لا يُمكن أن يتأتى بخلق أزمة سياسية مع المغرب قد تكون لها تداعيات على العلاقات التجارية بين الطرفين.

هذا ويشار إلى أن الملك محمد السادس، بعث برقية تهنئة لزعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، بمناسبة تعيينه رئيسا لوزراء بريطانيا، عقب تمكن حزبه من تصدر الانتخابات البريطانية الأخيرة، وبالتالي إنهاء حكم المحافظين الذي دام 14 سنة.

وجاء في برقية الملك وفق لما نقلته وكالة المغرب العربي، “بمناسبة تعيينكم وزيرا أولا للمملكة المتحدة، إثر فوز “حزب العمال” في الانتخابات التشريعية، يطيب لي أن أعرب لكم عن أصدق التهاني، راجيا لكم كامل التوفيق في مهامكم السامية، خدمة لتقدم وازدهار الشعب البريطاني الصديق”.

وأضاف الملك محمد السادس في برقيته، “وهي مناسبة سانحة، لأعبر لمعاليكم عن مدى ارتياحي للمستوى المتميز لعلاقات الصداقة المتينة والتعاون الوثيق التي تربط بين المملكتين المغربية والبريطانية، مؤكدا لكم حرصي القوي على العمل سويا معكم من أجل المضي قدما في ترسيخ هذه الروابط العريقة، بما يضفي دينامية جديدة على شراكتنا الاستراتيجية الواعدة، ويعزز نهج التشاور الفعال والتنسيق البناء بين بلدينا إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وأنهى الملك برقية التهنئية قائلا: “وإذ أجدد لكم أصدق تهانئي على الثقة التي حظيتم بها لقيادة الحكومة البريطانية، أرجو أن تتفضلوا، صاحب المعالي، بقبول أسمى عبارات تقديري”.

ويُشار إلى أن العلاقات المغربية البريطانية شهدت في السنوات الأخيرة، وبالأخص بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فيما يُعرف بـ”البريكسيت”، تطورا كبيرا، حيث لجأت لندن إلى تعميق شراكتها مع المغرب في التجارة والفلاحة، من أجل تعويض خروجها من بروكسيل.

ويُرتقب أن ترتفع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين إلى مستويات أكبر في السنوات المقبلة، خاصة أن الرباط ولندن وقعا العديد من الاتفاقيات في السنوات القليلة الماضية.

مقالات ذات صلة

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

بعد زيارة قصيرة.. الرئيس الصيني يغادر المملكة المغربية

الولايات المتحدة تجدد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي

“لجنة تحرير سبتة ومليلية”.. صحف إسبانية تخلق قصة “خيالية” وسياسي مغربي يكذب المزاعم

تفكيك خلية إرهابية تابعة لـ”داعش” إثر تنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا

اختراق دبلوماسي مغربي جديد.. بنما تُقرر تعليق علاقاتها مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية

بنكيران: حكومة أخنوش تمارس سياسة "الشيخات" والميراوي كان "صكع"

حزب العدالة والتنمية: قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نـتنياهو وغـالانت “تاريخي”

التقدم والاشتراكية يرحب بقرار المحكمة الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نـتنياهو وغـالانت

خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط.. تعزيز الحوار الدولي لمواجهة التحديات الراهنة

تعليقات( 0 )