حظيت الانتخابات الرئاسية التركية باهتمام الصحافة العالمية، خاصة الإعلام الفرنسي الذي أبدى تركيزه على مدى شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وفي مقال بعنوان “الانتخابات التركية: يجب الاعتراف بأن أردوغان يحظى بدعم شعبه”، اعتبرت صحيفة “لوبس” الفرنسية، أن نسبة 49,5 بالمئة من الأصوات التي حصدها الرئيس المنتهية ولايته، وفوزه بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، تؤكد أنه يحظى بدعم شعبه.
وأوردت الصحيفة الفرنسية، تحليل الباحث في العلوم السياسية، بيرم بالسي، الذي قال إنه كان مخطئا حين قال في تصريح سابق، إن نموذج أردوغان انتهى، نظرا للاحتجاج البارز المصحوب بالأزمة الاقتصادية.
واستطرد بالسي قائلا: “في النهاية لم يحدث ذلك، هذه عقلانية أخرى. عندما حان الوقت لاتخاذ إجراء، صوت الناخبون بأغلبية ساحقة لصالح أردوغان. كان هناك إقبال بنسبة 90 بالمئة، لذلك أظهر الناس دعمهم”.
وعزا الباحث، هذا الإقبال على أردوغان، إلى خطابه “الوطن في خطر” الذي ربما لعب دورا مهما، وجعل الناخبين يشعرون أنهم بحاجة إليه للحفاظ على الاستقرار الأمني، لافتا إلى سبب آخر يتجلى في كون أن المعارضة على الرغم من توحيدها، إلا أنها لم تظهر مصداقية كافية لقيادة البلاد.
وجاء في صحيفة “لوفيكاغو”، عن تحليل تيغران إيغافيان، عالم جيوسياسي وباحث في المركز الفرنسي لأبحاث الاستخبارات، أن هناك نوعا من “الجنون الإعلامي” في أوروبا، يعتمد على الاحتمال الكبير بحدوث نكسة لأردوغان بسبب إدارته الكارثية للاقتصاد الوطني والفساد والاستجابة لزلزال فبراير.
ونبه المتحدث ذاته، من أن الإعلام في أوروبا تناسى ثقل الشباب المتدين المشبع بأفكار القومية الإسلامية، هذه الأخيرة التي لا تعترف بمعايير الحياة الغربية.
كما حذر الباحث الإعلام الأوروبي، من النظر عبر المرآة المشوهة التي تركز على المراكز الحضرية الرئيسية مثل أنقرة وإسطنبول وإزمير، والتي سيطر عليها حزب الشعب الجمهوري، متجاهلة تركيا الأناضولية، التي اعتبرها “الدولة الحقيقية” في فترة ما بعد العثمانيين، والتي رغم كل الصعوبات، ترى في أردوغان المرشح الوحيد القادر على ضمان استقرار بلد محاط ببؤر التوتر مثل سوريا والصراع الروسي الأوكراني، والذي يمكنه رفع صوت تركيا بشكل واضح وبارز على الصعيد الدولي.
من جهتها، اعتبرت صحيفة “ليبيراسيون” أن تصدر أردوغان للجولة الأولى بنسبة 49,5 بالمئة من الأصوات، هو “معجزة حقيقية”، نظرا لكون كل المؤشرات كانت ضده، أبرزها الأزمة الاقتصادية التي قضت مضجع جميع الأتراك، والتي تعتبر سياسته مسؤولة عنها إلى حد كبير.
هذا، وتنتظر تركيا على صفيح ساخن، انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، يوم 28 ماي الجاري، والتي تعد سابقة في تاريخ البلاد، بعدما انتهت الجولة الأولى بتصدر رجب طيب أردوغان، مرشح حزب العدالة والتنمية، بنسبة 49,5 بالمئة من الأصوات، متقدما بأربع نقاط عن منافسه الرئيسي كمال كيلشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي حصل على 45 بالمئة من الأصوات.
تعليقات( 0 )