خبير: العلاقات المغربية الإسبانية تمر في أفضل حالاتها ووجب استثمارها

شكلت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى الرباط، منعطفا جديدا في مسلسل العلاقات المغربية الإسبانية، التي عرفت خلال السنوات القليلة الأخيرة، دينامية كبيرة، توجت بعدد من الاتفاقايات والشراكات رفيعة المستوى، أشرف عليها مسؤولو البلدين.

وفي هذا السياق، لعب اعتراف مدريد بمغربية الصحراء، من خلال اعتبار مقترح الحكم الذاتي “الحل الواقعي والوحيد لقضية الصحراء المغربية”، دورا مهما في المسار الجديد للعلاقات بين البلدين، وبداية عودة الحياة إلى روابط التعاون، مما أدى إلى التوقيع على مشاريع ضخمة، أبرزها التنظيم المشترك لكأس العالم 2030، وعدد من الشراكات الاقتصادية.

زيارة ألباريس للرباط ثقل المملكة في السياسة الخارجية الإسبانية

وتعليقا على الزيارة الأخيرة لألباريس إلى المغرب، قال أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية، إن “العلاقات المغربية الإسبانية، تكتسي صبغة استراتيجية على مختلف المستويات، وهي في تطور مطرد كما جاء على لسان وزير خارجية إسبانيا الذي قام زيارة إلى الرباط يومي 13 و14 دجنبر 2023″، مؤكدا على أن “آفاق التعاون بين البلدين كبيرة وواعدة”.

 

وأضاف نور الدين، في تصريح خص به منبر ’’سفيركم’’، أن ’’تخصيص المغرب بأول زيارة لوزير الخارجية الإسباني، يعبر عن الاهتمام والثقل الذي يحظى بهما المغرب في السياسة الخارجية الإسبانية، وهو ما أكده الوزير الإسباني نفسه في حوار مع الصحافة، حين قال إن “المغرب يمثل أولوية الأولويات في السياسة الخارجية الإسبانية”، وهو ما تمت ترجمته في خارطة الطريق التي اتفق عليها الطرفان في 7 ابريل 2022”.

الاعتراف بمغربية الصحراء غير منعطف العلاقات 

وفي حديثه عن الأسباب التي أدت إلى هذا التحول في العلاقات، أكد الخبير في العلاقات الدولية، على أن ’’مراجعة الموقف الإسباني، بعد أزمة ابن بطوش، بخصوص مغربية الصحراء وتأييد المقترح المغربي، أدت في الارتقاء بالعلاقات إلى مستويات من التعاون غير مسبوقة”.

وأسار إلى أن هذا الموقف الإسباني، يعتبر “اعترافا شبه رسمي بمغربية الصحراء تم تصريفه عبر ثلاث خطوات في رسالة سانشيز إلى جلالة الملك يوم 18 مارس 2022، والخطوة الأولى تتمثل في اعتراف مدريد بأهمية الصحراء بالنسبة للمغرب، والخطوة الثانية يجسدها تعهد إسبانيا مع المغرب بالدفاع عن الوحدة الترابية وسلامة أراضي البلدين، أما الخطوة الثالثة هي تأكيد إسبانيا على أن المقترح المغربي يعتبر الأكثر جدية ومصداقية والأكثر واقعية”.

من جهة أخرى، أشار أحمد نور الدين، إلى أن ’’النظام العسكري الجزائري كان يعقد آمالا كبيرة على هزيمة بيدرو سانشيز، حتى يعتبر ذلك ذريعة وحجة لعودة السفير الجزائري إلى مدريد، وانخرطت وسائل الإعلام الجزائرية في حملة ضده، وبقيت الدبلوماسية الجزائرية تنتظر نتائج الانتخابات الإسبانية والمشاورات لتشكيل حكومة ألبرتو فيخو إلى آخر لحظة، وبعد أن يئست سارعت في نونبر الماضي إلى تعيين سفير جديد في مناورة للتغطية على هزيمتها وعلى تراجعها بشكل مهين عن سحب سفيرها متذ مارس 2022″.

استثمار المصير المشترك 

وقال الخبير في العلاقات الدولية، إن ’’على الدبلوماسية المغربية أن تحسن استثمار هذا المكسب الاستراتيجي بذكاء وحكمة، خاصة وأن بيدرو سانشيز أكد في رسالته الشهيرة على ‘المصير المشترك’، واعتبر المغرب حليفا استراتيجيا لإسبانيا، وأكثر من ذلك ربط ازدهار إسبانيا بالمغرب والعكس صحيح”.

وخلص أحمد نور الدين إلى أن تنظيم المونديال بشكل مشترك بين البلدين بالإضافة إلى البرتغال، سيشكل “دفعة استراتيجية في هذه العلاقات التي تجاوز حجم المبادلات فيها عتبة 20 مليار أورو”.

مقالات ذات صلة

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

بعد زيارة قصيرة.. الرئيس الصيني يغادر المملكة المغربية

الولايات المتحدة تجدد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي

“لجنة تحرير سبتة ومليلية”.. صحف إسبانية تخلق قصة “خيالية” وسياسي مغربي يكذب المزاعم

تفكيك خلية إرهابية تابعة لـ”داعش” إثر تنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا

اختراق دبلوماسي مغربي جديد.. بنما تُقرر تعليق علاقاتها مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية

بنكيران: حكومة أخنوش تمارس سياسة "الشيخات" والميراوي كان "صكع"

حزب العدالة والتنمية: قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نـتنياهو وغـالانت “تاريخي”

التقدم والاشتراكية يرحب بقرار المحكمة الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نـتنياهو وغـالانت

خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط.. تعزيز الحوار الدولي لمواجهة التحديات الراهنة

تعليقات( 0 )