احتفى المهرجان الوطني الأصيل للثقافات والفن في دورته الخامسة يوم الخميس بالمركب الثقافي سيدي بليوط بمدينة الدار البيضاء، بتقديم المسرحية الغنية عن التعريف “المجدوبية”، من تأليف سعد الله عبد المجيد وإخراج ابنه سامي عبد الله.
وتحكي المسرحية عن الصراع القائم بين القبائل، والذي بدأ بشن حرب من طرف قبيلة الجندي على قبيلة الرجل البسيط، لكن ما كان للحب سبيلا غير أن يكون الشاهد والمشهود بينهما، حين وقع الجندي في شباك حب “نجمة” ابنة الرجل البسيط، ليقذف بجميع صفات الخيانة والتمرد كونه عصى أوامر قبيلته.
وتنقل المسرحية بعدا رمزيا وثقافيا في عناصرها المتكاملة، كما تبين نجاح الحب على الشر من خلال تجسيد الممثلة “سارة فارس” للمجدوبية، المرأة التي توحي بالجدية والحيرة وكل ما يتعلق بالتطهير الذاتي، فحبها للجندي جعلها تدخل في حالة من الدهشة والتساؤلات العديدة.
وشهدت المسرحية أكثر من ستة وخمسين عرضا حيث حطت رحالها في مختلف مدن المملكة، من الجنوب إلى الشمال مرورا بمختلف مناطق الغرب والشرق، وحصلت على جائزة أحسن عرض مسرحي متكامل سنة 2018، وهي الجائزة الكبرى للمهرجان، كما حصلت المسرحية ذاتها على جائزة أفضل نص مسرحي للكاتب المغربي سعد الله عبد المجيد، إلى جانب تتويجها سنة 2022 الجائزة الكبرى لمهرجان الفداء الوطني للمسرح..
وفي تصريح لسفيركم عبر مخرج المسرحية “سعد الله سامي” عن شكره للجمهور الوفي للمسرحية معتبرا أن القاسم المشترك بين الجمهور وعمله الفني هو التفاعل، الذي من شأنه أن يخلق صمتا شموليا في القاعة للتركيز على مكونات المسرحية والإحساس بها.
وأضاف سعد الله:” مؤلف المسرحية هو أستاذي في الحياة، وأستاذي في المسرح، تعلمت منه كيفية الوقوف على خشبة المسرح، كذلك ضوابطه وأخلاقياته، أنا فخور بالعمل معه في العديد من المسرحيات، فأنا أستفيد منه كل يوم، طاولة الغذاء أو الإفطار هي بالنسبة لنا فرصة نناقش فيه الأعمال والمستجدات.
وأوضح أن:” سر استمرارية العمل هو التفاني والأخلاق، العاملين في هذا العمل يؤمنون بالمخرج، وبالمجذوبية، وهذا الحب في اجتماعه مع المتعة، يخلقان جوا حماسيا نتجاوب من خلاله مع الجمهور”.
وقال:” أنا مقتنع بعملي المسرحي، لكن رغم ذلك ليس هناك مسرحية مثالية ضروري من النواقص هذا ما يجعلنا نستمع للملاحظات ونعمل بها لنطور من أنفسنا، ورسالتي الأساسية من هذا العمل هي البحث عن السلام لقد سئمنا من الحروب المتكررة في العالم، وأهم شيء بالنسبة لي هو السلام النفسي”.
ومن جانبها قالت سارة فارس بطلة المسرحية:” المجدوبية تعني لي الكثير بحيث تعتبر من أقوى العروض التي قدمتها والموجودة حاليا في الساحة الفنية، وفي كل عرض أقدمها أشعر بطاقة متجددة ولا أمل من أدائها، واليوم وصلنا إلى العرض 66 و مازلت أشعر أنها حديثة الولادة والسبب الحقيقي وراء هذا الشعور، هو الجو الروحاني الذي تدخلنا لمعالمه الشخصيات والأحداث، أعشق نجمة أحب أن أتقمصها وأن أشعر بروحها النقية الصافية المحبة للسلم و الحياة، أعشق جمالها الروحي و قلبها الطاهر وحبها للخير، كما أحببت منظورها في الحب المتقاسم بين الأب والحبيب، أشعر بما تشعر به نجمة، الرغبة في العيش بسلام بعيدا على كل ما هو مرتبط بالشر، صديقيني أسعد وأستمتع كثيرا عندما أتقمصها .”
تعليقات( 0 )