حل أمس الجمعة بمدينة طنجة المهرجان المتجول “اكتشف الفن” (Art Explora)، وهو مهرجان ثقافي مجاني يجوب حوض البحر الأبيض المتوسط الى غاية سنة 2026، تحت شعار “رحلة ثقافية في البحر الأبيض المتوسط”.
ويقام مهرجان “آرت إكسبلورا”، الذي سيتمر بطنجة الى غاية يوم 29 من شتنبر الجاري، على متن سفينة-متحف، يمكن أن تستوعب إلى غاية ألفي زائر يوميا، حيث سيتم عرض تجارب رقمية غامرة، مقامة بشراكة مع متحف اللوفر ومركز بومبيدو ( IRCAM x Center Pompidou)، كما ستنظم في إطاره معارض وحفلات موسيقية على رصيف الميناء وفي أجنحة ملحقة به، لتمتد أيضا هذه الأنشطة الثقافية إلى مواقع مختلفة في قلب مدينة طنجة، من خلال برنامج غني ومتنوع يهدف إلى تقديم أشكال متعددة من الفنون.
وأكد المدير العام لمؤسسة “آرت إكسبلورا” برونو جوليار، في تصريح للصحافة، أن الهدف من هذا المهرجان الثقافي المتجول هو “الالتقاء بجمهور البحر الأبيض المتوسط، من خلال فعاليات مجانية”، مضيفا أن المهرجان يهدف أيضا إلى إتاحة الفرصة للجميع للاطلاع على مختلف أشكال الفنون والمعارض، خاصة أمام أولئك الذين لم يعتادوا على زيارة المتاحف أو المسارح أو حضور الحفلات الموسيقية.
وقال جوليار إن “طنجة سرعان ما رسخت مكانتها كمحطة توقف أساسية وطبيعية في مسار المهرجان، نظرا لما يحتويه المغرب، ومدينة البوغاز على وجه التحديد، من تراث غني وثروة ثقافية”، مبرزا أهمية “الاختيار الجلي والواضح” للمغرب كمرحلة تشهد على التنوع والعمق الثقافي للبلاد.
وأضاف أن “طنجة هي أيضا مدينة تجعل الناس يحلمون، ليس فقط بالنسبة للمغاربة، ولكن ربما أكثر من ذلك وكذلك بالنسبة لسكان منطقة البحر الأبيض المتوسط”، مشيرا إلى أن منظمي المهرجان حرصوا على “عرض صور المهرجان والسفينة في شوارع مدينة طنجة، ليظهروا أن أجمل مدن وأجمل موانئ حوض البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تستضيف هذا الحدث الثقافي المميز”.
من جانبها، أشارت مفوضة المعرض بالمغرب من التظاهرة الدولية “آرت إكسبلور”ا، ليلى حيدة، إلى أن المهرجان يروم تقريب الفن من الجمهور الواسع وكذا تناول القضايا الراهنة في هذه المنطقة من المغرب، مثل الهجرة والميثولوجيا (الأساطير)، من خلال عروض وتظاهرات وتجمعات للفنانين، موضحة أن هذا التوجه يسعى إلى خلق رابط رمزي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، من خلال عرض القصص والحكايات المشتركة بين هذه الثقافات.
وقالت حيدة “إن البرامج المسطرة غنية ومتعددة التخصصات، تمتد من الفنون البصرية إلى الواقع الافتراضي والحفلات الموسيقية”، مؤكدة أن الموضوع الرئيسي في محطة طنجة هو الأسطورة، القديمة والمعاصرة، وتحولاتها.
وأضافت أن هذه النسخة مستوحاة من المدينة التي تجسد التاريخ والأساطير، وتسعى إلى استكشاف الطريقة التي تواصل بها طنجة خلق واستلهام قصصها الأسطورية.
ويشتمل برنامج هذا المهرجان، الذي صمم بتعاون مع مفوضة المعرض ليلى حيدة، على المعارض المقدمة على متن السفينة- المتحف وفي أجنحة العرض على رصيف الميناء، ويشمل أيضا برنامجا متعدد التخصصات وتفاعلي يتضمن العروض والحفلات الموسيقية وعروض الأفلام وعروض الرقص وورشات عمل، ولقاءات حوارية، مع إمكانية الولوج إلى أماكن العرض بشكل مجاني، وهي مفتوحة في فضاءات مختلفة من مدينة البوغاز، ولا سيما في فضاء ذاكرة ابن بطوطة.
كما وضع مهرجان Art Explora طرقا خاصة ومبتكرة للولوج والمشاركة التي تشجع التبادلات المتميزة بين الفن والفنانين والجمهور. وستسمح مبادرة مخصصة للأطفال والشباب من المدارس الابتدائية والاعداديات والجمعيات ذات التوجه الاجتماعي بالمشاركة في المهرجان، بهدف تعزيز وعيهم بالقضايا المعاصرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع تعريفهم بالتاريخ الثقافي والحضري لمدينة طنجة.
ومن المتوقع أيضا تنظيم زيارات وورشات عمل كل صباح للمدارس والجمعيات، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وستكون ورشة عمل متعددة التخصصات مفتوحة أمام عموم الناس، مع التركيز بشكل خاص خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى على القضايا البيئية والممارسات الجيدة التي يجب اعتمادها في الحياة اليومية.
وبعد محطة مدينة طنجة، يتوجه المهرجان وسفينته المتحفية إلى مدينة الرباط، في الفترة من 11 إلى 17 أكتوبر، قبل الإبحار إلى محطات أخرى تقع في حوض البحر الأبيض المتوسط.
تعليقات( 0 )