بعد مرور شهرين على انطلاق السنة الدراسية، لم يتمكن الناشرون المكلفون من قبل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بطبع المقررات الدراسية من الالتزام بمواعيد التسليم.
وأصبحت كتب مدارس الريادة نادرة، ما يضطر الأسر إلى القيام برحلات بحث متكررة دون جدوى، بسبب الاختلالات الكبيرة في عملية الطبع والتوزيع.
وتكمن الأزمة أساسا في عدم قدرة الشركات الفائزة بصفقات الطبع على الوفاء بالتزاماتها للسنة الثانية على التوالي، إذ كان من المقرر أن تكون الكتب جاهزة منذ بداية العام الدراسي.
إلى جانب قلة الطبع، تواجه عملية التوزيع صعوبات كبيرة، خاصة أن هامش الربح للكتبيين لا يتجاوز 7%، بينما تتراوح أسعار الكتب بين 4 و12 درهما، ما دفع الكثيرين منهم لتجاهل هذه المقررات لأنها غير مربحة ولا تغطي حتى تكاليف النقل.
كما أن الكتبيين استبعدوا التعامل مع كتب الريادة، بعد أن وزعت العام الماضي مجانا على التلاميذ داخل المدارس، في حين قررت الوزارة هذا العام تسويقها، ما جعل بعض الكتب منخفضة السعر غير جذابة للكتبيين.
وأمام هذه الأزمة، تضطر الأسر لإنفاق مبالغ تصل إلى 100 أو 150 درهما للتنقل إلى المدن أو المراكز الكبرى للحصول على الكتب من المكتبات الكبيرة أو تلك التي تتعامل مباشرة مع الناشرين، بينما تبقى المكتبات الصغيرة والمحلية محرومة من الحصول على هذه المقررات.
أما الأطفال من الأسر غير القادرة على التنقل، فيضطرون للاعتماد على نسخ مطبوعة بشكل غير احترافي داخل المدارس، في انتظار حل أزمة الناشرين.

