إنهن خمس نساء ديبلوماسيات يجمعن بين الكفاءة، والحضور القوي، والقدرة على تمثيل المغرب بوجه مشرف في مختلف المحافل الدولية، لكل واحدة منهن قصة نجاح مختلفة، لكنهن يشتركن في العمل بإخلاص من أجل قضايا الوطن، وفي مقدمتها الدفاع عن الوحدة الترابية، ولا يمكن أن تمر مناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) دون الاحتفاء بهن.
كريمة بنيعيش… صوت هادئ وحازم في مدريد
تُعتبر كريمة بنيعيش، التي تنحدر من تطوان، من أبرز الوجوه الدبلوماسية المغربية في أوروبا، حيث تتولى منصب سفيرة المغرب في إسبانيا، الحساس والمهم نظرا للعلاقات التاريخية والسياسية بين الرباط ومدريد.
ومنذ سنوات، تُمثّل بنيعيش، المغرب في إسبانيا، البلد الذي تربطه بالمملكة علاقات استراتيجية، تتطلب توازنا بين دبلوماسية هادئة ورؤية بعيدة المدى، وهو ما جسدته بنيعيش المعروفة بذكائها الديبلوماسي.
ولم تتردد بنيعيش عن العودة إلى الرباط، خلال أزمة استقبال إسبانيا لزعيم ميليشيات البوليساريو الوهمية في 2021، مؤكدة رفض المغرب لأي تطاول على سيادته، لتعود إليه من جديد مباشرة بعد انفراج الأزمة، من أجل أن تعمل جاهدة على إعادة بناء جسور التعاون بحنكة سياسية عالية.
وفي سنة 2023، حصلت بنيعيش على جائزة “مينينا نتوورك وومان-2023” بمدريد، اعترافا بمجهوداتها في الدفاع عن حقوق المهاجرين، وتكريسها لقيم المساواة والكرامة الإنسانية، وها هي اليوم تواصل تمتين العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، واضعة في قلب اهتمامها الدفاع عن مصالح المغرب والجالية المقيمة في الديار الإسبانية.
سميرة سيطايل… من شاشة التلفزيون إلى دهاليز الدبلوماسية في باريس
لما كانت سميرة سيطايل تدير الأخبار في القناة الثانية، كانت دائما في قلب الأحداث، ترسم صورة واضحة لمغرب حديث ومتطور، لكنها اليوم تنقل تلك الصورة من موقع دبلوماسي رفيع، باعتبارها سفيرة للمملكة المغربية في فرنسا.
وتعرف سيطايل جيدا كيف تخاطب الإعلام والسياسيين على حد سواء، فقد جمعت بين تجربة إعلامية فذة، ساهمت في تطوير المشهد الإعلامي بالمغرب، ومعرفة عميقة بالقضايا الاستراتيجية للمغرب كان لها دور كبير في تميزها بالسلك الدبلوماسي.
وفي فترة الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز بالمغرب، نالت سميرة إشادة واسعة بعد مرورها في أحد البرامج الحوارية على قناة “BFM” الفرنسية، حيث ردت بقوة على المغالطات التي نشرتها وسائل الإعلام الفرنسية، والتي ادعت أن المغرب رفض المساعدات الفرنسية، معتبرة أن هذه المغالطات خطيرة جدا لأن هناك من يحاول إثارة الفتنة بالقول أن فرنسا تريد مساعدة المغرب لكن الحكومة ترفض ذلك.
وتعمل سيطايل، في فترة تمر فيها العلاقات المغربية الفرنسية من مرحلة متميزة، على ترميم الجسور بين البلدين، وتحقيق تقارب سياسي واقتصادي يعزز شراكتهما التاريخية، حيث أن حضورها القوي وصراحتها جعلا منها فاعلا أساسيا في إعادة وضع العلاقات الثنائية على سكتها الطبيعية.
بشرى بودشيش.. صوت دبلوماسي طوى صفحة “البوليساريو” في بنما
وفي قلب أمريكا الوسطى بمنأى عن الأضواء، تعمل السفيرة المغربية لدى بنما، بشرى القادري بودشيش، على ترسيخ صورة المغرب الإيجابية ودحض الأكاذيب التي تروج لها الأطراف المعادية لوحدة المملكة الترابية.
واستطاعت بودشيش، بخطوات ثابتة وعزم صبور، أن تدفع بنما، في نونبر 2024، إلى تعليق اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، بعدما كانت أول بلد في أمريكا اللاتينية يعترف بهذا الكيان الوهمي في سنة 1980، ما شكل انتصارا مهما للدبلوماسية المغربية، أعاد التأكيد عل عدالة قضية الصحراء المغربية على المستوى الدولي.
تشتغل بودشيش، الحاصلة على دبلوم الدراسات العليا الدولية من معهد القانون العام بجامعة الملك خوان كارلوس بمدريد، وماستر في العلاقات الدولية من معهد الدراسات الدولية بجامعة الشيلي-سانتياغو ، ودبلوم من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية بالرباط، على توسيع دائرة الشراكات الاقتصادية والثقافية بين المغرب ودول أمريكا الوسطى، من أجل تعزيز حضور المغرب في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية.
فريدة لوداية.. دبلوماسية أغلقت مكتب البوليساريو في الإكوادور
وبدورها، تقود فريدة لوداية؛ سفيرة المغرب لدى الإكوادور، معركة دبلوماسية في أمريكا الجنوبية، للدفاع عن وحدة المغرب الترابية ومصالحه في المنطقة، حيث أثمر عملها الدؤوب عن قرار مهم من الحكومة الإكوادورية بإغلاق ممثلية البوليساريو ومطالبة الانفصاليين بمغادرة البلاد، بعد جهودها الكثيفة لإقناع حكومة هذا البلد بعدالة القضية المغربية.
وتؤكد لوداية في أكثر من مناسبة على الدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب في تسهيل التقارب بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وكذا عملها على استكشاف فرص التعاون في مجالات البيئة والطاقة المتجددة، حيث تتقاطع أولويات المغرب مع التوجهات الإكوادورية في قضايا التنمية المستدامة.
إيمان واعديل.. مجهودات من قلب أكرا لتعزيز حضور المملكة في إفريقيا
وتمثل إيمان واعديل، سفيرة المملكة المغربية في غانا، دورا محوريا في تعزيز الحضور المغربي بغرب إفريقيا، في سياق دينامية دبلوماسية إفريقية أطلقها المغرب منذ سنوات، فهي ليست مجرد سفيرة، بل مهندسة لشراكات اقتصادية وتجارية مع واحد من أكبر الاقتصادات الإفريقية الصاعدة.
وتركز واعديل بشكل كبير على تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، وتدفع نحو توسيع التعاون في مجالات الزراعة، والطاقة، والتكنولوجيا، كما تواكب مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، الذي سيعبر عدة دول غرب إفريقية، وعلى رأسها غانا، ما يعزز دور المملكة في الأمن الطاقي بالقارة.