باحث مغربي يناقش بحث دكتوراه يعزز أداء قطار البراق في المستقبل

شهدت الساحة العلمية والأكاديمية بالمغرب إنجازا جديدا في مجال الهندسة الميكانيكية، حيث نال الدكتور والباحث أنس أوزيزي، شهادة الدكتوراه من جامعة محمد الخامس بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط عن أطروحة تناولت موضوعا محوريا يركز على تطوير وتعزيز بنية السكك الحديدية عالية السرعة، تحت عنوان “تعزيز السكك الحديدية عالية السرعة بتحليل الاهتزازات غير الخطية: رؤى لقطار البراق في المغرب”.

وأكد أوزيزي في تصريح خاص لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن في عالم هندسة السكك الحديدية السريعة، يمثل ضمان السلامة الهيكلية في ظل الظروف الديناميكية تحديًا رئيسا، خاصة بالنسبة للقطارات عالية السرعة مثل قطار البراق في المغرب، وأبرز أن الأبحاث الحديثة في مجال تحليل الاهتزازات للهياكل على أسس غير خطية تقدم رؤى جديدة مع تطبيقات عملية للبنية التحتية للسكك الحديدية، مع التركيز على تحسين أداء النظام وزيادة موثوقيته.

وكشف أوزيزي أنه لطالما كان تحليل الاهتزازات مجالا مهما للدراسة في الهندسة الهيكلية، لاسيما لفهم سلوك الهياكل عندما تتعرض لقوى خارجية مثل القطارات المتحركة.

وأضاف، “في سياق السكك الحديدية عالية السرعة، يصبح هذا الموضوع أكثر تعقيدًا، حيث تؤدي سرعة القطار العالية وتأثير الخصائص الفريدة للمواد الداعمة للمسار إلى خلق تأثيرات غير خطية. هذه التأثيرات تؤثر بشكل كبير على السلامة الهيكلية والأداء”.

وأشار الباحث ذاته إلى أن من أبرز النتائج الانحراف الرأسي الأقصى، أي مدى انحناء العارضة أو المسار تحت تأثير كتلة متحركة، يقل مع زيادة رتبة المشتق الكسري، موضحا: “هذا يعني أن استخدام مواد تم تصميمها بناء على مشتقات كسرية من رتب أعلى يمكن أن يؤدي إلى بناء مسارات سكك حديدية أكثر استقرارا ومرونة”.

وأضاف أوزيزي أن الدراسة تستكشف دور ممتصات الاهتزازات الديناميكية، قائلًا: “تعد هذه الأجهزة، التي تهدف إلى تقليل سعة الاهتزازات، أكثر فعالية عندما تصمم خصائصها التخميدية بناء على المشتقات الكسرية. والنتيجة هي نظام قادر على تحمل الضغوط الناتجة عن الحركة بسرعات عالية بشكل أفضل، مما يقلل من التآكل والتمزق على المسارات، ويزيد من متانة البنية التحتية بشكل عام”.

وأكد نفس الدكتور أنه “على الرغم من أن هذه النتائج تعتمد على نماذج رياضية معقدة، فإن تطبيقاتها العملية تعد وثيقة الصلة بنظام السكك الحديدية عالي السرعة في المغرب، ولا سيما قطار البراق مع استمرار المغرب في توسيع شبكة السكك الحديدية عالية السرعة، يصبح ضمان الأداء الطويل الأمد للبنية التحتية أمرًا بالغ الأهمية”.

ويعد بحث أنس أوزيزي ذا أهمية كبيرة للمغرب، حيث تقدم النتائج المستخلصة منه رؤى جديدة يمكن أن تساهم في تحسين أداء قطار البراق في المغرب، مما يضمن أن يبقى النظام في طليعة التقدم التكنولوجي، ويقدم للمسافرين رحلة أكثر أمانًا وراحةً، وللمشغلين بنية تحتية أقل تكلفة وأكثر متانة.

وفي ختام كلمته، وجه أوزيزي دعوة إلى كافة المؤسسات والمنظمات والجهات المعنية لدعم البحث العلمي وتعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والقطاعات المهنية. كما شدد على ضرورة إيلاء أهمية أكبر للأبحاث العلمية التي يمكن أن تساهم في تطوير مشاريع المغرب المستقبلية، مثل مشروع القطار السريع “البُراق”، وأكد على أهمية الأخذ بنتائج دراساته في التخطيط لمشاريع ودراسات جديدة.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)