انطلقت في رواندا حملة تطعيم ضد فيروس “جدري القردة” “Mpox”، وهي أول حملة من نوعها في إفريقيا تهدف إلى مكافحة تفشي هذا المرض الذي يهدد سكان القارة بأكملها، وذلك بعد حصول روندا على ألف جرعة من اللقاح، تبرعت بها نيجيريا وفق اتفاق تم بين البلدين.
وأوضحت شبكة “ABC News” الدولية في تقرير لها، أن الدكتور نيكايس ندمبي من مراكز إفريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها “Africa CDC”، قد أكد انطلاق حملة التطعيم في إفريقيا، يوم الثلاثاء الماضي، في سبع مناطق مصنفة على أنها “عالية المخاطر”، والتي تقع بالقرب من حدود الكونغو، مبرزا أن نيجيريا قد تبرعت لرواندا بـ 1000 جرعة من إجمالي 10000 جرعة كانت قد تلقتها من الولايات المتحدة.
وتعد جمهورية الكونغو الديمقراطية مركزا رئيسيا لانتشار هذا المرض في القارة الأفريقية، حيث تم تسجيل 2912 حالة جديدة من جدري القردة و 14 حالة وفاة جديدة في الأسبوع الماضي فقط، ليصل إجمالي الإصابات منذ بداية العام إلى 6,105 حالات، و738 حالة وفاة.
وقال الدكتور جان كاسييا، المدير العام لمراكز إفريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها: “يجب وقف هذا التفشي بسرعة كبيرة”، مبرزا أن رواندا ودولا أخرى تطلب الآن جرعات أكثر مما كانت قد أشارت إليه في الأصل، حيث قدر الخبراء الأفارقة أن القارة قد تحتاج إلى حوالي 10 ملايين لقاح لوقف تفشي المرض الحالي.
ومن أجل تعزيز جهود إفريقيا في مواجهة فيروس جدري القردة، أقدم تحالف اللقاحات “غافي” على شراء دفعة قدرها 500,000 جرعة من اللقاحات المخصصة لتسليمها إلى الدول الإفريقية المتضررة بحلول نهاية العام، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه القارة الإفريقية ولا سيما الدول سابقة الذكر من نقص كبير في جرعات اللقاح.
وتشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى 10 ملايين لقاح لتلبية الطلب، لكن جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تستحوذ على معظم الحالات، لم تتلق سوى 100 ألف لقاح في وقت سابق من هذا الشهر على الرغم من تسجيل أكثر من 700 حالة وفاة هذا العام و 22 ألف حالة من السلالة الجديدة Clade 1b، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه بعض البلدان المجاورة، مثل بوروندي ورواندا وأوغندا وكينيا تسجيل عدد قليل من الحالات.
وفي تعليقها على الأمر، قالت الدكتورة سانيا نشتار، رئيسة تحالف اللقاحات «غافي»: “نحن ملتزمون بالعمل مع الحكومات المتضررة من المرض، ونشتغل مع شركائنا لتحويل هذه اللقاحات إلى حملات تطعيم بأسرع وقت وبأكبر قدر من الفعالية”، مشيرة إلى أن “غافي” تسعى أيضاً إلى بناء مخزون عالمي من اللقاحات إذا تم تأمين التمويل الكافي بحلول عام 2030.
وقرر تحالف “غافي” استخدام “صندوق الاستجابة الأولى”، الذي أُنشئ في يونيو الماضي، لشراء اللقاحات بسرعة خلال حالات الطوارئ الصحية، حيق أوضحت نشتار أن الصندوق ساعد بشكل كبير في تحقيق الهدف المتمثل في حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وجاء قرار “غافي” بالاستفادة من هذا الصندوق لشراء اللقاحات بعد إعلان منظمة الصحة العالمية، في منتصف شهر غشت الماضي، أن فيروس جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة.
ويذكر أن الفاعلين المدنيين في القارة الإفريقية يطالبون بالحصول على العلاج الطبي بشكل أكثر عدالة، وبتسريع تسليم اللقاحات وخفض الأسعار التي يحددها المصنعون، بينما تشير تقارير إعلامية أخرى أن دولا غنية مثل اليابان والولايات المتحدة وكندا تمتلك ملايين الجرعات في مخزونها، لكن نسبة صغيرة فقط منها قد تم التعهد بتقديمها لمساعدة إفريقيا في مكافحة جدري القردة.
تعليقات( 0 )