كشفت تقارير إعلامية أن المغرب واصل خلال موسم 2024-2025 تعزيز حضوره في الأسواق الدولية للتوت الأزرق، خاصة في آسيا الوسطى والولايات المتحدة الأمريكية، محققا أرقاما غير مسبوقة، حيث حجز لنفسه مكانة استراتيجية بين كبار المصدرين في العالم.
المغرب.. مورد رئيسي للسوق الأوزباكستانية
وأوضح التقرير الذي نشرته منصة “EastFruit“، المتخصصة في تحليل البيانات الفلاحية، أن المغرب قد تمكن إلى جانب مصر، من فرض نفسه كمورد رئيسي للفواكه الطازجة في آسيا الوسطى، خصوصا في ظل توجه دول مثل أوزبكستان وكازاخستان، التي تشهد نموا اقتصاديا متسارعا، إلى تنويع مصادر الاستيراد والانفتاح على منتجات جديدة.
وأضاف المصدر ذاته أن واردات أوزبكستان من التوت الأزرق بلغت خلال السنة الماضية رقما قياسيا بلغ ما مجموعه 310 أطنان، ساهمت فيه الصادرات المغربية بنسبة كبيرة، متقدمة بذلك على باقي الدول الموردة.
وفسر التقرير نفسه استمرار المغرب في تزويد السوق الأوزبكية بشحنات منتظمة خلال الأشهر الأولى من 2025، بجودة منتوجه العالية، واستمراريته في التصدير، إلى جانب قدرته على تلبية الطلب خارج المواسم التقليدية، ما يمنح الصادرات المغربية ميزة استراتيجية في أسواق ناشئة ما تزال في طور التوسع.
وتوقعت المصادر ذاتها أن الاستهلاك الفعلي للتوت الأزرق في أوزبكستان يتجاوز الأرقام الرسمية، نظرا لوجود واردات غير مصرح بها، ما يفتح آفاقاً إضافية أمام المصدرين المغاربة لتعزيز حضورهم في السوق، خاصة في ظل توقعات بنمو اقتصادي سنوي يناهز 5.8% حتى عام 2030، وفق تقديرات صندوق النقد الدولي.
وأردف التقرير أن تقديرات صندوق النقد الدولي أفادت بأن أوزبكستان سجلت معدلات نمو اقتصادي بلغت و6.5% خلال سنتي 2023 و2024، مبرزا أن هذا النمو جعل منهما وجهتين جذابتين للمصدرين الباحثين عن أسواق بديلة بعيدا عن الأسواق الأوروبية المتشبعة أو المتراجعة.
وذكر التقرير أن المبادرات الدولية تلعب دورا مهما في دعم الحضور المغربي والمصري في السوق الآسيوية، حيث استفادا من برامج التعاون التي تجمع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، والتي تهدف إلى فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الفلاحية المغربية، وتعزيز تنويع الشركاء التجاريين.
ومن جانبها، شكلت البعثة التجارية المغربية إلى طشقند في ماي 2024، محطة مفصلية في تقوية العلاقات مع السوق الأوزبكية، وتوسيع انتشار الفواكه المغربية، لا سيما التوت الأزرق، الذي يعتبر منتوجا عالي القيمة ومطلوبا بشدة في هذه الأسواق الصاعدة.
المغرب.. صادرات مرتفعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية
وأفاد تقرير آخر صادر عن نفس المنصة، أن المغرب تمكن خلال الربع الأول من موسم 2024/2025 من تصدير ما مجموعه 525 طنا من التوت الأزرق الطازج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بقيمة إجمالية ناهزت 5 ملايين دولار، وهو رقم قياسي تجاوز مجموع صادرات المغرب إلى السوق الأمريكية خلال المواسم الأربعة الماضية مجتمعة.
وأرجع التقرير هذا الأداء إلى تغيير استراتيجي في توقيت التصدير، إذ بدأ المغرب إرسال شحناته إلى أمريكا في يناير بدل مارس، مستفيدا من فترة فراغ في السوق نتيجة تراجع إمدادات المنافسين، خاصة من البيرو ودول أمريكا الشمالية.
وواصل المصدر ذاته أنه على الرغم من أن سعر التوت المغربي يُعد أعلى من أسعار منتوجات البيرو والمكسيك والشيلي، إلا أن جودة المنتوج، ومذاقه، وتموقعه ضمن الفواكه الممتازة (Premium) مكنته من جذب المستهلك الأمريكي، وتحقيق حضور قوي في سوق يُعد من بين الأكثر تنافسية في العالم.
أوردت المنصة ذاتها أن المغرب، الذي بدأ الإنتاج التجاري للتوت الأزرق سنة 2004، تمكن خلال سنة 2024 من بلوغ المرتبة الثالثة عالميا في صادرات التوت الأزرق، متقدما على الولايات المتحدة نفسها، وخلف كل من البيرو والشيلي.
وعزى التقرير هذا التقدم إلى الظروف المناخية المناسبة، واعتماد أصناف نباتية حديثة وعالية الجودة، وتوسيع المساحات المزروعة بما يزيد عن 1500 هكتار في ظرف عام واحد، إلى جانب رؤية تصديرية واضحة مكنت الفاعلين من الاستجابة لمتطلبات الأسواق العالمية.