كشفت تقارير إعلامية إسبانية أن صادرات الأفوكادو المغربية إلى إسبانيا واجهت تحذيرات صحية متعلقة بوجود مادة الكادميوم الثقيلة، وذلك بعدما كانت قد زعمت في السابق توفر شحنات من الفراولة والفلفل المغربي على مواد كيميائية غير مسموح بها.
وأوضح تقرير نشره موقع “La Gaceta” الإسباني، نقلا عن صحيفة “El Debate”، أن السلطات الإسبانية ضاعفت خلال الأشهر الأولى من سنة 2025 عدد التنبيهات المتعلقة بالأفوكادو القادمة من دول خارج الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها المغرب والبيرو، بسبب مزاعم تجاوز مستويات المواد السامة للحدود المسموح بها في التشريعات الأوروبية.
وأضاف المصدر ذاته أن الكادميوم يُستخدم في بعض أنواع الأسمدة لتسريع الإنتاج، ويُعد من المعادن الثقيلة المحظورة في الزراعة الأوروبية نظرا لتأثيراته السامة على صحة الإنسان والبيئة، كما زعم أن الجهات المختصة رصدت كميات تفوق الحد الأقصى المسموح به (LMR) في عدد من الشحنات المستوردة من المغرب والبيرو.
وأورد المصدر ذاته أن بيانات اتحاد النقابات الزراعية في فالنسيا، كشف عن تسجيل سبع حالات تنبيه صحي خلال الربع الأول من سنة 2025، مقابل ثلاث فقط في نفس الفترة من السنة الماضية، ما يمثل زيادة بنسبة 133%، كما اتهم السلطات الأوروبية بـ”التراخي” في مواجهة ما وصفه بـ”التهديد المتزايد” على الصحة العامة والسوق الداخلية.
وقال كارليس بيريس، الأمين العام للنقابة، إن إجراءات الرقابة على الحدود الأوروبية “غير كافية”، حيث يتم تحليل 30% فقط من الشحنات الواردة، مطالبا برفع هذه النسبة إلى 50% لمدة سنة بالنسبة للدول التي تُسجل أعلى نسب من المخالفات، داعيا إلى تعليق واردات الأفوكا في حال تجاوزت نسبة التحذيرات 5% خلال أي شهر من فترة المراقبة.
وأضاف بيريس: “يُفرض علينا تقليص استخدام المبيدات، ما يزيد من تكلفة الإنتاج المحلي ويُعقّد مكافحة الآفات، في الوقت الذي يتم فيه السماح بدخول منتجات أجنبية لا تحترم المعايير الأوروبية نفسها”، مشددا على أن هذه الوضعية تُعد منافسة غير عادلة تهدد مستقبل الزراعة الإسبانية وسلامة المستهلكين الأوروبيين.
وتتزامن هذه التحذيرات مع فترة تشهد فيها الصادرات المغربية إلى السوق الإسبانية ارتفاعا كبيرا، حيث كانت قد ذكرت “رابطة منتجي ومصدري الخضر والفواكه والزهور والنباتات الحية” (FEPEX) في إسبانيا، أن حجم واردات الخضر والفواكه من المملكة المغربية ارتفع بنسبة 4 في المائة في سنة 2024 مقارنة بالسنة التي قبلها، حيث صدر 455 ألف طن من الخضر والفواكه.
الفلفل والفراولة والدجاج
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تصدر فيها تنبيهات في حق شحنات من الفواكه والخضروات المغربية الموجهة للاتحاد الأوروبي، بل سبق وأن تم الترويج لاحتوائها على مبيدات حشرية محظورة أو بنسب عالية تتجاوز الحد المسموح به.
وكانت قد زعمت السلطات الصحية بأوروبا، في مارس 2024، أنها رصدت فيروس التهاب الكبد الوبائي “أ” في شحنات الفراولة التي تم استيرادها من المغرب إلى إسبانيا، وأصدرت تنبيهات للمواطنين تحذرهم فيها من استهلاك الفراولة المغربية.
وبدورها، كانت أعلنت السلطات الألمانية، في مارس الماضي، عن سحب دفعة من الفلفل المغربي من الأسواق المحلية، بعد اشتباه نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف التابع للاتحاد الأوروبي (RASFF)، في احتوائها على مبيد “أبامكتين” بنسبة تتراوح بين 0.12 و0.29 ملغ لكل كلغ، وهو معدل يتجاوز الحد الأقصى المسموح به أوروبيا، والمحدد في 0.03 ملغ لكل كيلوغرام.
ومن جانبها، كانت قد تناقلت وسائل إعلام وطنية، أن الإدارة العامة للجمارك ووزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، قد أصدرت قرار تعليق استيراد الدواجن والمنتجات الحيوانية المغربية وخاصة من جهة الرباط–سلا–القنيطرة، بعدما زعمت وجود حالات مرض نيوكاسل. لكن مصادر قد نفت لمنابر وطنية وجود صادرات من الدواجن نحو الصين.
وتجدر الإشارة إلى أن موقع “Newtral” الإسباني، كان قد أكد في تقرير سابق أن المغرب والولايات المتحدة الأمريكية يعتبران من الدول المصدرة لإسبانيا، الأقل إثارة للتنبيهات الغذائية في سنة 2023، مبرزا أن نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف التابع للاتحاد الأوروبي (RASFF)، كان قد سجل آنذاك 52 تنبيها لفرنسا، و36 لإيطاليا، ثم 32 إنذارا في حق هولندا، بينما سجلت الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، على التوالي 10 و7 حالات.