شهدت أسعار النفط تراجعا كبيرا في اليومين الماضيين، حيث هوى سعر خام برنت الأمريكي إلى نحو 60 دولارا، مما يشكل أقوى انخفاض في الأسعار في الآونة الأخيرة، خاصة بعدما عاد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.
وطالب الرئيس ترامب مرارا، الدول المنتجة للنفط ومنظمة “أوبك” بزيادة الإنتاج، حتى تنخفض الأسعار، ويستقر العرض مما سيؤثر على سوق النفط، ويسهم في تراجع الأسعار عما كانت عليها في السنوات الأخيرة، التي شهدت ارتفاعا كبيرا وإحجاما من طرف دول أوبك، على زيادة الإنتاج ضمانا لبقاء الأسعار في مستوياتها.
وتأثر المغرب كثيرا بارتفاع أسعار النفط في السوق الدولية، حيث شهدت أسعار المحروقات ارتفاعا كبيرا، وصلت لمستويات غير مسبوقة، وأدت إلى تأثيرات كبيرة على الدورة الاقتصادية، وحصول تضخم في السوق.
وبعد كل تراجع في أثمنة النفط في السوق الدولية، تعود المطالب بتخفيض أثمنة المحروقات، خاصة البنزين والكازوال في السوق المغربية، وهو نفس الأمر الذي يتجدد حاليا مع هذا التهاوي في أسعار برميل النفط في السوق الدولية.
ومع انخفاض سعر البرميل بنحو 60 دولارا في السوق الدولية، يعمد الكثير إلى تقدير ثمن اللتر الواحد من الكازوال والبنزين، أو الثمن الذي من المفروض أن يتم به تسويق مشتقات البترول في السوق الوطنية.
وفي هذا السياق تواصل موقع “سفيركم” مع الخبير الطاقي الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، حول هذا الموضوع، وكيف يمكن أن يؤثر تراجع سعر البرميل من النفط على أسعار المحروقات في السوق الوطنية.
وقال اليماني في جواب على مدى تأثير هذا التراجع على الأسعار وطنيا، إنه من المفروض أن تتم مراجعة الأثمنة المعمول بها حاليا، حتى تتوافق مع التراجع المسجل في السوق الدولية، لافتا إلى أن الأثمنة الحالية مرتفعة جدا بالمقارنة مع ما يجب أن تكون عليه منذ مدة.
وكشف الخبير الطاقي أن الثمن الحقيقي، الذي يجب أن يتم به بيع مشتقات البترول من المحروقات يجب أن لا يتجاوز 8.7 درهم أو أقل بالنسبة للكازوال، فيما من المفروض أن يتم بيع اللتر الواحد من البنزين بأقل من 10 دراهم.
وينتظر المغاربة قرار الحكومة فيما يخص أسعار المحروقات بعد هذا التراجع، يحذوهم الأمل في أن تشهد الأسعار انخفاضا ملحوظا ينعكس إيجابا على الحياة الاقتصادية في ظل اعتماد الكثير من الأنشطة الاقتصادية على المحروقات.