كشفت تقارير دولية، أن الجزائر تواجه تهديدات أمنية جدية في حدودها الجنوبية مع مالي، خاصة بعد ارتفاع التوتر في علاقاتها مع النظام الحاكم في باماكو.
ووفقا لما أوردته ذات التقارير، فإن الجزائر تراقب بقلق الأوضاع الأمنية في شمال مالي، بالقرب من حدودها الجنوبية، في ظل المواجهات التي تحدث بين النظام المالي المدعوم من مجموعة “فاغنر” الروسية، وعناصر انفصالية تابعة لمنطقة الأزواد التي تُطالب بانفصال شمال البلاد.
وأشارت ذات المصادر، أن الجيش الجزائري دخل في الأيام القليلة الماضية في احتكاك عسكري خطير مع الجيش المالي، بعدما رصد طائرة “درون” عسكرية تُحلق بالقرب من الحدود الجزائرية. وبحسب نفس التقارير، فإن الجزائر استعملت طائرة مقاتلة لتوجيه تحذير شديد اللهجة للجيش العسكري المالي، في تطور يُهدد بمزيد من التأزم في العلاقات بين البلدين الجارين.
ويرجع سبب الخلاف والتوتر بين مالي والجزائر، إلى أن الأخيرة ترفض استعانة مالي بـ”مجموعة فاغنر” في تثبيت الأمن في شمال البلاد، خوفا من تسلل المرتزقة إلى أراضيها، في حين تعتبر مالي أن الجزائر تتدخل في شؤونها الداخلية.
كما تشير نفس التقارير، إلى أن الجزائر تدعم حركات انفصالية في شمال مالي، وهو ما يثير غضب باماكو، ويزيد من تعميق المشاكل بين الجزائر والنظام العسكري الحاكم في مالي.
وتأتي هذه التوترات في جنوب الجزائر، بالتزامن مع توتر آخر على حدودها الشرقية مع ليبيا، حيث أعربت الجزائر مؤخر عن قلقها من التحركات التي تقوم بها قوات حفتر في الجنوب الغربي لليبيا.
وتُعتبر العلاقات بين الجزائر والمشير خليفة حفتر متوترة منذ عدة شهور، حيث سبق أن هدد حفتر بزحف قواته إلى الجزائر، في حين تدعم الأخيرة الحكومة الليبية في طرابلس، وتتجاهل بشكل تام حفتر في التوسط لإيجاد حل للأزمة الليبية.
ويبدو أن الجزائر، وفق ما يرى الكثير المتتبعين، قد دخلت في علاقات متوترة مع عدد من دول الجوار، فإلى جانب علاقاتها المتوترة منذ عقود مع المملكة المغربية، فهي الآن تعيش توترات مع مالي وليبيا، إضافة إلى بعض التوترات مع النيجر بسبب طردها للمهاجرين النيجريين، بالرغم من أن الجزائر أبدت رغبتها مؤخرا في إصلاح علاقاتها مع نيامي.
تعليقات( 0 )