رفع مجموعة من النشطاء المغاربة دعوى قضائية ضد وزيرة النقل الإسرائيلي ميري ريغيف، التي وصلت إلى المغرب للمشاركة في المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية في مراكش، الذي انطلقت أشغاله اليوم الثلاثاء.
ووصف المدعون الوزيرة بـ”الإرهابية”، مؤكدين في بيان لهم أن الدعوى تستند إلى اتهامات تتعلق بماضيها “الإجرامي” ومسؤوليتها في الحكومة الحالية عن ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
ورأى النشطاء أن حضور الوزيرة العبرية يشكل استفزازا لمشاعر الشعب المغربي، مطالبين السلطات القضائية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدها.
وجاء في البيان: “هذا الإعلان يُعتبر دعوة لرجال ونساء الإعلام”، مشيرا إلى أن الشكوى قدمت أمس الاثنين بمحكمة الاستئناف في الرباط.
وأثار الحديث عن الزيارة المرتقبة جدلا واسعا بعد أن نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير حول رحلة ريغيف إلى المغرب.
وسلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الميزانية المخصصة لتمويل إقامة الوزيرة في المغرب، حيث أفادت قناة i24 News في وقت سابق من هذا الشهر بأن “سعر الجناح في الفندق يتراوح بين 1,200 و3,700 يورو”، مضيفة أن تكلفة الرحلة برفقة مساعديها قد تتجاوز “نصف مليون شيكل”، أي ما يقارب المليون ونصف مليون درهم.
وأثارت الزيارة موجة أخرى من الانتقادات من قبل النشطاء المناهضين للتطبيع، الذين يطالبون بشدة الحكومة بقطع العلاقات مع إسرائيل.
وتواجه الحكومة المغربية هذه الانتقادات الحادة بتأكيد موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي 8 فبراير، جدد وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة التأكيد على موقف المغرب، مشددا على أن “المملكة، بقيادة الملك محمد السادس، تدعم دائما وحدة الشعب الفلسطيني وأراضيه، وكذلك إقامة الدولة الفلسطينية”.
ومع ذلك، تستمر الاحتجاجات في المغرب ضد العلاقات مع إسرائيل رغم “تطمينات” الحكومة.
وأثارت هذه المظاهرات المناهضة للإبادة الجماعية الإسرائيلية ردود فعل بين الإسرائيليين، بمن فيهم الرئيس السابق لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ديفيد غوفرين، الذي يخضع للتحقيق بشأن تورطه في انتهاكات جنسية.
وفي 15 فبراير، كتب جوفرين على منصة “إكس”: “شهدت ليلة أمس مظاهرة جديدة لدعم الفلسطينيين قرب مسجد الكتبية في مراكش”.
وأضاف أن “ظاهرة حرق الأعلام الإسرائيلية في هذه المظاهرات أصبحت أمرا روتينيا”، داعيا السلطات المحلية إلى وضع حد لهذه “الظاهرة”.
وفي عام 2023، أثار جوفرين أيضا غضبا واسعا بين المغاربة بعد منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مشاركة رسالة قيل إنها موجهة إلى الملك محمد السادس من عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس.