بودكاست ونصيحة أعادا ترامب إلى الرئاسة

لم يكن يعلم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، أن نصيحة وبودكاست سيغيران قواعد اللعبة، ويقلبان الموازين لصالحه، ويستقطبان جيلا من الأصوات لم يكن من السهل إقناعه، أمور اجتمعت لتمهد له الظفر بولاية ثانية.

وأوضحت تقارير إعلامية أمريكية، أن ترامب كشف في آخر ظهور له بولاية كارولاينا الشمالية أن نصيحة ثمينة من ابنه الأصغر، بارون ترامب، البالغ من العمر 18 سنة، ساهمت في نجاح حملته الانتخابية لسنة 2024، مبرزا أن نصيحته بالقيام ببودكاست كانت بمثابة دعم كبير له، واصفا ابنه بأنه “شاب ذكي وحكيم”.

وبدوره، أشار مستشار الحملة، جيسون ميلر، إلى أن ابن دونالد ترامب لعب دورا كبيرا في رسم استراتيجية التواصل مع الناخبين الشباب من خلال وسائل الإعلام الحديثة، حيث اقترح على والده الظهور في حلقات بودكاست تستهدف الشباب من جيل “Z” الجديد، من أجل دفع هذه الفئة للتصويت لصالحه.

وقد حققت هذه النصيحة نجاحا كبيرا، حيث حظيت مقابلات ترامب بنسب مشاهدات عالية، في مجموعة من برامج البودكاست، من قبيل مروره في بودكاست “Joe Rogan Experience” مع جو روغان التي تصدرت قائمة أكثر الحلقات استماعا على منصة سبوتيفاي، و “This Past Weekend” مع ثيو فون، ثم “PBD Podcast” مع باتريك بيت ديفيد.

وأوضح ميلر لوسائل إعلام أمريكية أن بارون كان له تأثير كبير على حملة والده، لأنه وجهه إلى القيام بحوارات مع مؤثرين، حيث قال: “الجزء المهم هو أن تصل إلى الناخبين في أماكنهم”، وهي نصيحة جاءت في وقت كان يتنافس فيه ترامب وكمالا هاريس على من سينجح في استقطاب أصوات الشباب.

واستطاعت الحلقة التي ظهر فيها ترامب مع جو روغن، والتي استمرت لثلاث ساعات، أن تحقق في ظرف 24 ساعة 26 مليون مشاهدة، وتبلغ في اليوم الموالي 45.9 مليون مشاهدة، بحسب ما أكده تقرير “نيوزويك”، وهي أرقام تتجاوز بكثير نسبة مشاهدة أي مقابلة تلفزيونية في وسائل الإعلام التقليدية.

حلقة البودكاست التي ظهر فيها ترامب مع جو روغان

وتجدر الإشارة إلى أن التقرير الصادر عن مؤسسة إيديسون للأبحاث قد كشف أن نسبة 59% من الأمريكيين الذين يتراوح سنهم بين 12 و34 عاما قد استمعوا إلى برامج البودكاست في يناير 2024، ما يعزز تأثير هذه المنصات على تشكيل الرأي العام، خصوصا في ظل لجوء الجمهور إلى المؤثرين للحصول على محتوى يتسم بالعفوية والمصداقية.

وبهذا، فقد أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة تراجع تأثير وسائل الإعلام التقليدية، بعد لجوء السياسيين إلى وسائل جديدة على رأسها “البودكاست” لتوجيه رسائلهم إلى فئات جديدة من الناخبين.

تعليقات( 0 )