تأكد رسميًا اليوم الأربعاء فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، في السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض بعد منافسة قوية مع كامالا هاريس.
وتعليقا على فوزه، قال الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة محمد بودن: “إنه من المرجح جدًا أن تستمر العلاقات بين الرباط وواشنطن في التعمق خلال عهد ترامب“، مؤكدًا أنها ستظل قوية في المستقبل بالنظر إلى التاريخ العريق بين البلدين، والمصالح الأمريكية في المحيط الأطلسي والمتوسط وأفريقيا، فضلاً عن الالتزامات المتبادلة، ومتطلبات إدارة الأزمات في عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف بودن في تصريح خاص لمنبر “سفيركم” أنه، بالنظر إلى متطلبات المستقبل والأسلوب الدبلوماسي الديناميكي لدونالد ترامب، من المتوقع الإعلان عن بعض الاستحقاقات الجديدة في العلاقات الثنائية خلال السنوات القادمة.
وتابع الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة قائلاً إنه وعلى مدى عقود، شكّل تبادل الاتفاقيات والمعاهدات والبعثات الدبلوماسية والزيارات الرسمية والمواقف المتطورة فصلاً تاريخيًا مشتركًا للعلاقات بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار بودن إلى أن هذه المواقف تعكس مستوى الثقة بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تسبق علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بأي بلد آخر، إذ يسمح لها رصيدها التاريخي والاستراتيجي وركائزها الصلبة بتجديد مختلف الروابط رفيعة المستوى، لاسيما الشراكة الاقتصادية، والحوار الاستراتيجي، والتعاون الدفاعي الذي يُعدّ مناورات “الأسد الأفريقي” عنوانًا بارزًا له.
وفي تتمة تصريحه لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أشار بودن إلى مرور 248 سنة على اعتراف المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777، حيث ظلت خلالها العلاقات الثنائية تتجدد باستمرار. وقد احتفلت مؤخرًا بمرور عشرين عامًا على مناورات “الأسد الأفريقي” واتفاقية التبادل الحر بين البلدين.
وذكر بودن أن من الصور التي تعكس الطابع المميز للعلاقات بين البلدين هو خطاب الرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن إلى السلطان محمد بن عبد الله سنة 1789، حين وصفه بـ”صديقي العظيم والرائع”، وما تمثله المفوضية الدبلوماسية الأمريكية بطنجة كرمز لإرث العلاقات بين البلدين التي كانت على الدوام علاقات صداقة عميقة.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية المعاصرة أن المغرب يعد حليفًا أساسيًا للولايات المتحدة الأمريكية خارج الناتو، والشريك الوحيد في أفريقيا الذي يتمتع باتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى كونه مخاطبًا رئيسا للولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا السلم والأمن في أفريقيا والشرق الأوسط.
تعليقات( 0 )