حققت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، جائزة البحر الأبيض المتوسط 2025، أمس الجمعة بنابولي الإيطالية.
واختيرت بوعياش “سفيرة لمؤسسة دول العالم المتحدة” نظير “مساهمتها الغنية والأكيدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان”.
وعبرت بوعياش عن فخرها بهذه الجائزة المتوسطية المرموقة، التي تمثل “فخرا كبيرا” و”شرفا عظيما” لها كامرأة ومناضلة، قائلة إن الجائزة تكريم للمغرب لالتزامه الراسخ بالقيم الكونية للكرامة والعدالة والمساواة، تحت قيادة الملك محمد السادس.
وخلال الحفل، أشارت إلى أن المملكة فرضت نفسها كفاعل أساسي يلعب دور الجسر بين القارات والثقافات والأديان، مع تعزيز رؤية منفتحة ومتسامحة تقوم على التعددية والإدماج.
وأضافت أن السنة الماضية تميزت بإنجاز تاريخي تمثل في التصويت بالإيجاب على قرار الإيقاف العالمي لتنفيذ عقوبة الإعدام، وهو قرار يندرج في إطار دينامية أوسع نطاقا لتعزيز الحريات الأساسية والنهوض بمجتمع مغربي أكثر شمولية وإنصافا.
كما أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن التعديلات المقترحة على مدونة الأسرة، التي تم تقديمها في دجنبر الماضي، كانت نتيجة مسلسل تشاوري معمق، واصفة الإصلاحات بأنها “طموحة” و”مفعمة بالأمل”، بهدف تعزيز “حقوق المرأة والطفل”.
وفي إشارة إلى أهمية الحوار بين ضفتي المتوسط، شددت بوعياش على ضرورة التضامن والاحترام المتبادل والتعاون في مجالات رئيسية مثل التعليم والثقافة والبيئة ومشاركة الشباب وحقوق الإنسان.
وسجلت أن جائزة البحر الأبيض المتوسط 2025 تحتفي بإنجازات جميع النساء والرجال الذين يعملون بشجاعة وبتفان من أجل الكرامة والعدالة، وغالبا ما يكون ذلك في ظروف صعبة.
ونوه رئيس مؤسسة دول العالم المتحدة، مايكل كاباسو، في كلمته الإفتتاحية، بجهود بوعياش في مجال حقوق الإنسان التي تحظى بصدى وتأثير واسع وطنيا ودوليا، مؤكدا أن هذه الجائزة هي علامة تقدير على تفاني ودينامية رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
ورأى كاباسو، أن هذه الجائزة، هي عبارة عن عمل فني من إبداع النحات الإيطالي ماريو موليناري، ترمز إلى الحوار والتعاون بين الشعوب، قائلا إنه “ليس من المستغرب أن تحظى السيدة بوعياش بإجماع هياكل المجتمع المدني، حيث تتمتع بمصداقية متجددة باستمرار”.
من جانبها، وعلى هامش الحفل، أبرزت سفيرة المغرب لدى الفاتيكان والهيئة السيادية والعسكرية لمالطا، رجاء ناجي المكاوي، بـ”الالتزام الدؤوب لمناضلة منخرطة في الدفاع عن حقوق الإنسان”، في إشارة لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
واعتبرت السفيرة المغربية أن هذا التتويج “المستحق” يعد دليلا واضحا على التزام المملكة الدؤوب والتقدم الذي تحرزه في مجال النهوض بحقوق الإنسان ووضعية المرأة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، الذي أكد، من خلال وضع المجلس الوطني لحقوق الإنسان تحت رئاسة مناضلة كبيرة، رغبته الراسخة في تعزيز مكانة المرأة والنهوض بها وبحقوق الرجل والمرأة.
من جهته، أشار رئيس سفراء المؤسسة ورئيس كرسي تحالف الحضارات بالجامعة الأورومتوسطية لفاس، عبد الحق عزوزي، إلى أن تعيين الملك محمد السادس لبوعياش على رأس المجلس الوطني لحقوق الإنسان جاء تتويجا لمسيرة طويلة تميزت بتقلدها لعدد من المسؤوليات، منها نائبة رئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ونائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان وأمينتها العامة، وعضوة اللجنة العالمية لمناهضة عقوبة الإعدام.
وتميز الحفل، الذي حضره القنصل العام للمغرب في نابولي، محمد خليل، وثلة من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والثقافية والإعلامية، المغربية والإيطالية والدولية، والدي نظم بمبادرة من مؤسسة دول العالم المتحدة، بزيارة متحف المؤسسة الذي يحتوي على مختارات من التراث من عدة بلدان حول العالم، بما في ذلك قسم مخصص للصناعة التقليدية المغربية العريقة.