كشفت صحيفة “بي بي سي“، أن الجالية العربية المقيمة في أمريكا ولا سيما في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، التي تضم نسبة كبيرة من المهاجرين العرب ومن شمال إفريقيا، غير راضية عن مواقف المرشحة الرئاسية كامالا هاريس بشأن غزة، معبرة عن معارضتها لسياسات إدارة بايدن في الشرق الأوسط.
وأبرزت الصحيفة في تقرير نزلته أول أمس، أن حقيقة أن مدينة ديربورن الواقعة في ولاية ميشيغان تضم نسبة كبيرة من العرب والجالية المسلمة من حول العالم، يمكن أن تنعكس على الأصوات المؤيدة لكمالا هاريس، ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستقبلها كمرشحة رئاسية.
وفي هذا الصدد، أوردت الـ”بي بي سي” تصريح سام حمود، وهو صاحب مطعم “الصحراء”، الذي أوضح فيه أن الأوضاع في بلدان الشرق الأوسط هي ما تحفزه على التصويت، قائلا: “ما يشغلني هو غياب وقف إطلاق النار في غزة”، مؤكدا أن الجالية العربية لا تحتاج إلى الخطابات السياسية الفارغة، بقدر ما تطلب “وقف إطلاق النار”.
وتتقاسم الجالية العربية الأمريكية، بحسب الصحيفة، نفس الموقف، حيث حذرت الحزب الديمقراطي منذ فترة من أن دعمها التقليدي لا يمكن الاعتماد عليه في الانتخابات المقبلة، كما أصدرت حركة “غير الملتزمين” بيانا تعبر فيه عن رفضها لهاريس بسبب موقفها الرافض لتعديل سياسة الأسلحة الأمريكية غير المشروطة، وعدم اتخاذها لموقف واضح لدعم حقوق الإنسان.
ومن جانبها، لفتت سجود حمادة، وهي محامية ورئيسة فرع جمعية المحامين العرب الأمريكيين في ميشيغان، في تصريح مماثل، أنها كانت طوال حياتها داعمة للحزب الديمقراطي، لكنها قررت التصويت لصالح مرشحة الحزب الأخضر جيل ستاين في الانتخابات المقبلة.
وقالت سجود: “لا يمكن للعرب الأمريكيين التصويت لشخص يساهم بشكل مباشر في موت وتدمير أوطاننا وأقاربنا”، مشيرة إلى أن تحالف هاريس مع ديك تشيني، الذي كان وراء غزو العراق في 2003، جعلها تشعر بخيبة أمل عميقة.
وقد أظهر استطلاع رأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أن نسبة 40% من الناخبين المسلمين في ميشيغان يدعمون ستاين، بينما حصلت هاريس على دعم ضئيل لا يتجاوز 12%.
ومن جهة أخرى، عبرت الدكتورة ميساء حيدر بيدون، التي تمتلك سلسلة من الصيدليات في المنطقة، عن ترددها في دعم هاريس، قائلة إن “مجتمعنا يجد نفسه في معضلة أخلاقية، نحن مواطنون أمريكيون صالحون، ندفع الضرائب ونلتزم بالقوانين، لكن أموالنا تُستخدم في قتل أقاربنا في الشرق الأوسط”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغان هذا العام، عبر أكثر من 100,000 ناخب عن رفضهم لسياسات إدارة بايدن تجاه غزة من خلال التصويت كـ”غير ملتزمين”.
وبينما تنتقد حركة “غير الملتزمين” سياسة هاريس، فإنها تعارض أيضا دونالد ترامب، الذي تعهد بتكثيف العمليات العسكرية في غزة وقمع الحركات المناهضة للحرب، وعلى الرغم من تأييد ترامب القوي لإسرائيل، إلا أنه يمثل خيارا غير مرغوب فيه للجالية العربية الأمريكية، خاصة بعد قراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
تعليقات( 0 )