شكل الموقف البريطاني المعلن عنه يوم أمس بخصوص مقترح الحكم الذاتي، والذي انضاف لسلسلة من الاعترافات والانتصارات الديبلوماسية للمملكة، معطى جديدا لفتح باب التساؤل حول مدى اقتراب ملف “القضية الوطنية” من نهايته.
ويضفي الشرعية لهذا التساؤل تصريح ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، بأن “هذه السنة تعج بالفرص لحل ملف الصحراء”.
وفي هذا السياق، قال الخبير في العلاقات الدولية، خالد الشيات إن هذه المستجدات الديبلوماسية، تثبت أنه أصبح هناك مستقبل خاص لحل قضية الصحراء المغربية، مضيفا “المستقبل مرتبط بحل هذه القضية في إطار السيادة المغربية وهو ما يظهر جليا من خلال التصريح الفرنسي والبريطاني والأمريكي قبل ذلك”، وِفقا للمتحدث.
وتابع الشيات في تصريح لمنبر “سفيركم” أن اللبيب هو الذي يفهم أن هذه التحولات هي إشارات قوية نحو الذهاب في اتجاه يضمن حلا سياسيا متوافقا حوله وقابلا للتنزيل بالنسبة للأطراف جميعا والمتمثل أساس في الحكم الذاتي.
الشيات يرى أن هذه الإشارات يجب أن تدفع بالأطراف نحو مفاوضات جادة تفضي لنتائج ملموسة وتخرج عن الأنساق الأخرى التي تدافع عنها الأطراف الانفصالية بما فيها مسألة تقرير المصير عن طريق الاستفتاء.
وتعليقا على الموقف البريطاني الذي سجله وزير خارجيتها ديفيد لامي، يوم أمس بالرباط، وصف الشيات الموقف البريطاني بـ”الواعي والعارف بالتحولات الكبيرة التي حدثت على المستوى الدولي”، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بموقف عبثي.
وأضاف أن دعم بريطانيا لمقترح “الحكم الذاتي” يفيد بدعمها أيضا لحل سياسي في إطار مقتضيات القانون الدولي ولا سيما مقررات مجلس الأمن.
ويعكس هذا المستجد متانة وقوة الديبلوماسية المغربية في الإقناع، وفي إيجاد أدوات مناسبة للوصول لدول مختلفة قد لا يوجد بينها روابط متشابهة سواء في إفريقيا، آسيا وأمريكا الجنوبية وغيرها، الأمر الذي يحيل على حنكة الديبلوماسية المغربية بحسب تعبير الخبير في العلاقات الدولية.