نصب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أمس الإثنين، للمرة الثانية، بعد فترته الأولى (2016-2020)، في ظروف مختلفة عن المرة الأخرى، سواء للحاضرين أو للملايين الذين شاهدوا الحدث حول العالم، بعد أن تقرر تنظيم مراسم التنصيب داخل قاعة مغلقة بسبب الظروف الجوية القاسية التي تشهدها الولايات المتحدة من تساقط كثيف للثلوج وبرودة شديدة.
واجتمع الضيوف في القاعة الرئيسة لمبنى “الكابيتول” (البرلمان) في واشنطن العاصمة لحضور أداء ترامب القسم كرئيس الـ47 للولايات المتحدة، في درجة حرارة وصلت لحوالي -6° مئوية.
وأعلن ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة الماضي أن الحفل سيتم نقله إلى قاعة “روتوندا” داخل مبنى الكابيتول الأمريكي، وهذه ليست المرة الأولى التي يُقام فيها الحفل هناك، إذ نقل رونالد ريغان مراسم تنصيبه في عام 1985 إلى القاعة نفسها لذات الأسباب.
وشاهد الحفل أفراد عائلة ترامب – زوجته ميلانيا، وأبناؤه إيفانكا، وبارون، ودونالد جونيور، وانضم إليهم عدد من سكان البيت الأبيض السابقين، بمن فيهم جو بايدن، وباراك أوباما، وجورج دبليو بوش، وبيل وهيلاري كلينتون، بالإضافة إلى السيدة الأولى جيل بايدن، ودوج إيمهوف، زوج نائبة الرئيس السابقة، أما ميشيل أوباما وكارين بنس، زوجة نائب ترامب السابق مايك بنس، فقد تخلفتا عن الحضور.
وكان الحاضرون من كبار الشخصيات في عالم الأعمال الأمريكي، بما في ذلك قادة شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث جلس إيلون ماسك، الذي أنفق 300 مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية، في مقاعد بارزة بجوار مارك زوكربيرغ، وجيف بيزوس، وتيم كوك من شركة آبل، وسوندار بيتشاي من شركة جوجل، وهذه المرة الأولى التي يجتمع فيها هؤلاء منذ جلسات الاستماع في الكونغرس عام 2020 بشأن هيمنة شركاتهم على سوق التكنولوجيا.
ولا يحضر قادة الدول الأجنبية تقليديا مراسم التنصيب، ولكن هذا العام دعا ترامب رئيس الأرجنتين خافيير ميلي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بينما التزم رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر بالتقاليد وأرسل السفيرة البريطانية المنتهية ولايتها إلى الولايات المتحدة، كارن بيرس، فيما كان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، الداعم القديم لترامب، حاضرا أيضا.
وتضمنت قائمة الحضور أيضًا قطب الإعلام روبرت مردوخ، ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو، بالإضافة إلى رياضيين بارزين ومشاهير مثل مؤثري يوتيوب جيك ولوجان بول.
وبعد أداء القسم، ألقى ترامب خطاب التنصيب الثاني، قائلا لأمته، “العصر الذهبي لأمريكا يبدأ الآن”، منتقدا بايدن بشدة ومتعهدا بإنهاء ما وصفه بـ”التسليح العنيف وغير العادل” لوزارة العدل، وإعادة “توازن العدالة”؛ وأضاف: “أولويتنا القصوى ستكون خلق أمة فخورة مزدهرة وحرة”.
وأثار ترامب موضوع المثلية والمتحولين الجنسيين بقوله إن هناك جنسين فقط ذكر وأنثى في الولايات المتحدة.
ووعد بجعل ذلك سياسة رسمية لحكومته، متعهدا بتوقيع أمر تنفيذي يلغي الحماية الممنوحة للأفراد المتحولين جنسيا، وإنهاء برامج التنوع والمساواة داخل الحكومة الفيدرالية.
وعند حديثه عن الهجرة، واصل ترامب انتقاده لإدارة بايدن، مدعيا أن البيت الأبيض الديمقراطي وفر الحماية للمهاجرين غير النظاميين الذين وصفهم بـ”المجرمين الخطرين”.
وقال إن هذا أدى إلى أزمة في المؤسسات السياسية للبلاد، مضيفا: “لدينا الآن حكومة لا تستطيع إدارة حتى أزمة بسيطة على أرض الوطن”.
ووسط تصفيق حار، أعلن ترامب أن الحل لهذه الأزمة هو إعلان حالة طوارئ وطنية على الحدود مع المكسيك، وأكد أنه سيرسل مزيدا من القوات والأموال إلى المنطقة، وسيصنف العصابات كـ”منظمات إرهابية أجنبية”.
كما قال إنه سيستخدم قانون الأعداء الأجانب لعام 1798 لتوظيف “القوة الهائلة للقانون الفيدرالي والمحلي” لمحاربة العصابات الإجرامية داخل الولايات المتحدة، وفق تعبيره.
ووعد ترامب بجعل أمريكا “دولة غنية مرة أخرى” من خلال خفض التضخم وخفض التكاليف والأسعار بسرعة.
وأعلن عن حالة طوارئ للطاقة سيواجهها بزيادة عمليات التنقيب عن النفط والغاز، قائلا: “احفروا، احفروا، احفروا”، وسط تصفيق داخل القاعة.
وعلى الساحة الدولية تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية واستعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما، كما وعد بإعادة تسمية خليج المكسيك ليصبح “خليج أمريكا”، وزيادة الأراضي الأمريكية.