قالت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، إن من آثار محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، هي أنها ستزيد من شعبيته وسترفع من أسهمه السياسية، مما سيُقربه أكثر من العودة إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة.
ونقلت ذات المجلة تصريح النائب الجمهورى ديريك فان أوردين الذي قال إن “الرئيس ترامب قد نجا من الهجوم”، مضيفا “إنه قد فاز لتوه بالانتخابات”، في تلميح واضح إلى أن شعبية ترامب ستزداد، وبالتالي فإنه سيكون الأكثر حظا للفوز بالانتخابات المقبلة، ولا سيما أن هذا يتزامن مع تراجع شعبية بايدن التي تأثرت بهفواته الكثيرة مؤخرا.
وكانت أغلب الصحف الأمريكية قد أجمعت في الأيام الأخيرة، على وجود إشارات عن تفوق ترامب على بايدن في الشعبية، خاصة بعد المناظرة الأخيرة التي جمعتهما، والتي ظهر فيها ترامب أكثر تحكما ورزانة في تصريحاته مقارنة ببايدن الذي ظهر بصورة سيئة مع تلعثم كبير في تدخلاته.
وأضافت الصحف الأمريكية، أن هناك مطالب من داخل الحزب الديمقراطي تدعو بايدن إلى الانسحاب وإفساح المجال لمرشح آخر، الشيء الذي يدل على وجود قناعة داخل الديمقراطيين بأن حظوظ فوز بايدن في وضعه الحالي أمام منافس شرس مثل ترامب، ستكون ضعيفة جدا.
وفي الوقت الذي ترغب شريحة كبيرة من الأمريكيين في عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن هناك العديد من قادة العالم وعدد من الدول ترى في أن عودة ترامب سيكون مفيدا لعلاقاتها ومصالحها الخاصة، ومن بينها المغرب الذي حقق خلال الفترة الرئاسية السابقة لترامب نصرا دبلوماسيا كبيرا تمثل في اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء في إطار الاتفاق الثلاثي للسلام مع إسرائيل.
وكان ترامب قد توعد خلال ذلك بفتح قنصلية أمريكية في الداخلة بمنطقة الصحراء، كما وافق على صفقة تسليح لفائدة الرباط، وتتعلق بتزويد المغرب بـ4 طائرات بدون طيار من نوع “بريدايتوتر”، وهو ما سيُعطي دفعة هامة للقدرات العسكرية المغربية.
وجمدت واشنطن بعد تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، قرار فتح القنصلية في الداخلة، كما أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تُعط الضوء الأخضر لاستكمال صفقة الطائرات بدون طيار لصالح المغرب، وتستبعد العديد من المصادر الإعلامية أن تفعل ذلك فيما تبقى لها من شهور قبل انطلاق الانتخابات.
ويعتقد الكثير من المهتمين بالشؤون المغربية الأمريكية، أن عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، سيؤدي بلا شك إلى استكمال قراراته السابقة، بدءا باستكمال مشروع افتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة، والتأشير على صفقة تسليح المغرب بمسيرات “بريدايتور”.
وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستنطلق في نونبر المقبل، للحسم في المرشح الذي سيقود البلاد لأربع سنوات مقبلة، ويبقى السؤال المطروح، هل سيعود ترامب إلى البيت الأبيض، أم سينجح بايدن في الاستمرار لولاية ثانية متتالية.
تعليقات( 0 )