هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم أمس الجمعة 23 ماي الجاري، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ابتداء من فاتح يونيو 2025، معبرا عن استيائه من تعثر المفاوضات التجارية مع بروكسيل، واصفا الاتحاد الأوروبي بأنه “شريك يصعب التعامل معه”.
وأوضح تقرير نشره موقع “EuroNews” أن ترامب قال عبر منصة “تروث سوشيال” إن المحادثات مع الأوروبيين “لم تحرز أي تقدم”، مضيفا: “لذلك أوصي بفرض رسوم جمركية مباشرة بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي. لن يتم فرض أي رسوم إذا كانت المنتجات مصنعة داخل الولايات المتحدة”.
واقترح ترامب فرض رسوم أعلى على الاتحاد الأوروبي، الحليف التاريخي لواشنطن، من تلك المفروضة على الصين، الخصم الجيوسياسي، والتي خفضت مؤخرا إلى 30% في إطار التمهيد لمفاوضات جديدة بين بكين وواشنطن.
وكانت إدارة ترامب قد فرضت منذ منتصف مارس رسوما بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبي، و25% على السيارات الأوروبية، و10% على باقي الواردات، ومن المقرر أن يستمر العمل بهذه النسبة حتى 8 يوليوز، وهو الموعد النهائي لفترة التفاوض التي حددها البيت الأبيض.
وما تزال المفوضية الأوروبية لم تعلق بعد على تصريحات ترامب، إلا أن مصادر أوروبية أكدت أن المحادثات لا تسير بشكل جيد، مشيرة إلى أن مواقف الطرفين متباعدة بشكل كبير.
وأورد المصدر ذاته تصريح أغات ديماراي، وهي باحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الذي أكدت فيه أن تصرفات ترامب تعكس “إحباطا أمريكيا عميقا من النهج البيروقراطي الهادئ الذي يعتمده الاتحاد الأوروبي”، معتبرة أن فرض رسوم بنسبة 50% سيكون له أثر سلبي كبير على الاقتصاد الأمريكي.
ومن جانبه، قال مفوض التجارة الأوروبي؛ ماروش شيفتشوفيتش، إن معايير الاتحاد الأوروبي في ما يخص الزراعة وسلامة الأغذية “ليست قابلة للتفاوض”، في رد غير مباشر على انتقادات واشنطن للقيود الأوروبية على بعض اللحوم الأمريكية.
ووفق المفوضية الأوروبية، فإن الاتحاد مستعد لاتخلذ إجراءات مضادة تصل قيمتها إلى 95 مليار يورو إذا فشلت المفاوضات مع واشنطن في معالجة العجز التجاري.
ولم تقتصر تهديدات ترامب على أوروبا، بل طالت أيضا شركة آبل، حيث قال إنه أبلغ المدير التنفيذي تيم كوك بضرورة تصنيع أجهزة آيفون المخصصة للسوق الأمريكية داخل الولايات المتحدة، ملوحا بفرض رسوم لا تقل عن 25% إذا لم يتم الامتثال لذلك.
ويأتي هذا التهديد بعد انتشار تقارير تفيد بنية آبل نقل جزء من تصنيعها إلى الهند، في إطار تعديل سلاسل التوريد بسبب التوترات التجارية مع الصين، وهو ما اعتبره ترامب خطوة غير مقبولة.