يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، تسلم مهامه الرئاسية بصفة رسمية يوم غد الاثنين، في حفل تنصيب تقرر تنظيمه داخل مبنى الكابيتول، بمقر الكونغرس، نتيجة موجة برد قطبي من المتوقع أن تشهدها العاصمة الفدرالية، واشنطن.
ويعود ترامب إلى البيت الأبيض بعد 4 سنوات من تركه لهذا المنصب عقب هزيمته في الانتخابات الرئاسية ما قبل الأخيرة، أمام الديمقراطي، جو بايدن، الأخير الذي أقدم خلال ولايته على تعليق عدد من الاتفاقيات التي كان قد وافق عليها ترامب في ولايته الأولى، من ضمنها اتفاقيات مع المملكة المغربية.
وتُعتبر بعض البنود الملحقة باتفاق “أبراهام” الثلاثي، الذي جمع الرباط وتل أبيب وواشنطن في دجنبر 2020، من أهم الاتفاقيات التي طالها “التعليق” من طرف إدارة جو بايدن، وبالأخص، اتفاق فتح قنصلية أمريكية في الداخلة، واتفاق تزويد المغرب بطائرات “درونز” من طراز “MQ-9 Reaper”.
فيما يخص فتح قنصلية أمريكية في الداخلة، لترسيخ الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، فإن هذا المشروع لم يشهد أي تطور أو تقدم طيلة ولاية جو بايدن، مما يجعل المغرب اليوم يتطلع إلى ترامب لاستكمال هذا المشروع الذي كان قد بدأه في الفترة الأخيرة من ولايته الأولى.
ويسري هذا الأمر أيضا على اتفاق المسيرات الأربع من طراز “MQ-9 Reaper”، حيث كانت قد منحت إدارة ترامب الموافقة على هذه الصفقة، قبل أن تعمل إدارة بايدن على تعليقها إلى أجل غير مسمى، على غرار ما فعلته بشأن صفقات عديدة كان قد أبرامها ترامب في الفترة الأخيرة من ولايته، من بينها صفقات مع المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
ووفق العديد من التحليلات السياسية، فإن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تُشكل خطوة إيجابية بالنسبة للمغرب، ولا سيما أن ترامب أعطى مؤشرات على أنه يرغب في استكمال سياسته الخارجية التي كان انتهجها في ولايته الأولى، كتقوية تحالف واشنطن مع الدول الصديقة، ودفع دول عربية جديدة نحو اتفاق “أبراهام” الذي يُعتبر المغرب أحد أول الموقعين عليه.
وأشارت تقارير إعلامية دولية مؤخرا إلى أن عددا من الأسماء التي اختارها ترامب في إدارته الجديدة، تضم شخصيات تميل أكثر لدعم العلاقات المغربية الأمريكية، وأهمها المرشح الأبرز لتولي منصب وزير الخارجية، ماركو روبيو، الذي أشاد مؤخرا بالعلاقات بين الرباط وواشنطن ودعا إلى تطويرها بشكل أكبر.
كما أن السفير الأمريكي السابق لدى الرباط، ديفيد فيشر، أعرب مؤخرا عن رغبته في العودة إلى تولي هذا المنصب لاستكمال الانجازات التي تحققت بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية خلال ولاية ترامب الأولى، في إشارة إلى استكمال بنود الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء.
لكن بالرغم من هذه الإشارات المتفائلة، فإن هناك قراءات سياسية أخرى، تشير إلى صعوبة توقع سياسة ترامب الخارجية المقبلة، خاصة في ظل العديد من التطورات والتعقيدات المرتبطة بملفات دولية كبرى، مثل الحرب الروسية – الأوكرانية، ومستقبل الشرق الأوسط ما بعد حرب غزة، التي قد تؤثر على اهتمامات وأولويات الإدارة الجديدة.