كشف تقرير إسباني أن العلاقات الجزائرية الإسبانية، التي عانت من أزيد من ثلاث سنوات من التوتر، بدأت تتجه نحو الانفراج التدريجي، مبرزا أن الجزائر لا تستطيع تحمل الدخول في أزمة مفتوحة مع بلدين في نفس الوقت، في إشارة إلى الأزمة القائمة بين الجزائر وفرنسا حاليا.
وأوضح هذا التقرير الذي نشرته صحيفة “Europa Press“، أن المصالحة الجزئية التي تشهدها العلاقات الثنائية، رغم استمرار تعليق “معاهدة الصداقة” بين البلدين، تعود إلى مجموعة من العوامل، أهمها أن الجزائر لا تستطيع تحمل الدخول في أزمة مفتوحة مع بلدين رئيسيين، في إشارة إلى فرنسا وإسبانيا.
وأضاف المصدر ذاته أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإسباني؛ خوسيه مانويل ألباريس، بنظيره الجزائري؛ أحمد عطاف على هامش قمة مجموعة العشرين بجنوب إفريقيا في فبراير الماضي، كان بمثابة “إشارة أولى” لإعادة العلاقات إلى مسارها، بعد أن كانت الجزائر قد استدعت سفيرها في مدريد سنة 2022، احتجاجا على دعم إسبانيا لمغربية الصحراء.
وذكرت الصحيفة، أنه رغم هذا التقارب، إلا أن الأزمة بين الطرفين لم تُحل بالكامل، إذ ما تزال الجزائر متمسكة بتعليق معاهدة الصداقة مع إسبانيا، وهو ما يؤكده عدم تحديد موعد رسمي لزيارة ألباريس إلى الجزائر، مبرزة أن هذه الأخيرة ما تزال تعيش أزمة دبلوماسية مع فرنسا، منذ أن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه لمغربية الصحراء.
وأكدت الصحيفة نقلا عن خبراء إسبان، أن الجزائر اختارت “تهدئة الأجواء” مع إسبانيا، لأنها لا تستطيع التعامل مع أزمتين مفتوحتين في نفس الوقت، ما دفعها إلى اتخاذ خطوة المصالحة السياسية والدبلوماسية مع مدريد.
وخلص التقرير إلى الإشارة إلى أن المصالحة بين إسبانيا والجزائر ما تزال لم تكتمل بعد، حيث أن إسبانيا ماتزال ثابتة على موقفها الرسمي من قضية الصحراء، وهو ما دفع الجزائر إلى إبقاء علاقاتها معها على وضعها الحالي دون العودة الكاملة إلى سابق عهدها.