دعا تقرير دولي حديث، المغرب إلى ضرورة تأسيس جيش سيبراني مغربي، يتولى مواجهة المخاطر المتنامية في الفضاء الرقمي، كجزء من استراتيجية أوسع لتحديث القدرات الدفاعية للمملكة، خاصة في ظل تزايد التهديدات السيبرانية والهجمات الرقمية التي تستهدف مؤسسات عمومية وطنية.
واعتبر التقرير الصادر عن مؤسسة الحكامة العالمية والسيادة، بشراكة مع مؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية، أن الأمن السيبراني بات يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه المغرب، داعيا إلى إنشاء قيادة سيبرانية متخصصة تُعنى بتطوير القدرات الرقمية الدفاعية وتكوين مختصين محليين في هذا المجال، بالتعاون مع شركاء دوليين مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكر التقرير أن هذه التهديدات تمثل جزءا من “التهديدات الهجينة” التي تستغل الفضاء الرقمي لاستهداف البنية التحتية الحيوية، وزعزعة الاستقرار، ونشر التضليل، ما يفرض على المغرب ضرورة تطوير منظومته السيبرانية بشكل مؤسساتي وهيكلي، كجزء من مقاربة استباقية لضمان الأمن الشامل.
وأشار أيضا إلى أن المغرب يحتاج، رغم التقدم الكبير في تحديث منظومته الدفاعية، إلى سد الثغرات القائمة في البنية السيبرانية، والاعتماد على القطاع التكنولوجي الوطني في تكوين أطر بشرية وطنية مؤهلة في مجال الدفاع الرقمي.
واعتبر التقرير أن التركيز المزدوج على تعزيز القدرات السيبرانية والبحرية، من شأنه أن يمنح المغرب مكانة بارزة كقوة متعددة المجالات، قادرة على الدفاع عن سيادتها في البر والبحر والفضاء الرقمي، وتعزيز دورها كفاعل إقليمي محوري في بيئة جيوسياسية تزداد تعقيدا.
وشدد التقرير على أن إنشاء قيادة سيبرانية مغربية متخصصة من شأنه أن يعزز القدرة على مواجهة الهجمات السيبرانية، والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار، وحماية الحدود الرقمية، من خلال الاستفادة من الشراكات الدولية، وبناء قاعدة تقنية وبشرية قادرة على مواكبة متطلبات الأمن السيبراني الحديث.