وجه رئيس الحكومة الإسبانية السابق، الإشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو، انتقادات حادة إلى اليمين واليمين المتطرف في إسبانيا، بسبب خطاباتهم حول الهجرة.
وأشار الزعيم الاشتراكي، الذي يُعتبر أحد أبرز وجوه الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (PSOE) بعد رئيس الحكومة الحالي بيدرو سانشيز، إلى أن اليمين “يبالغ في تصوير مشكلة الهجرة ويعزز الكراهية ضد الأجانب”.
وجاءت تصريحات ثاباتيرو خلال كلمة له ضمن مشاركته في لقاء نظمه منتدى الفكر والمواطنة بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت، وحضره ممثلون اشتراكيون من المغرب ودول أخرى، في الرباط، أمس الأربعاء.
وألمح ثاباتيرو في كلمته بشكل غير مباشر إلى حزبي الشعب (PP) وفوكس (Vox)، متهمًا إياهما بـ”استغلال الخوف” من الهجرة.
وأتى خطاب ثاباتيرو في الرباط متماشيًا مع كلمته السابقة التي ألقاها في مؤتمر الحزب الاشتراكي في إشبيلية، حيث انتقد بشدة السياسات المناهضة للهجرة. وقال: “كم عدد الإسبان الذين أبحروا من جزر الكناري إلى فنزويلا، وتم استقبالهم هناك عندما كانت إسبانيا غارقة في الفقر؟”، وأضاف: “نحن الآن بلد يتمنى الجميع القدوم إليه”.
وفي سياق آخر شجع ثاباتيرو اليسار المغربي على “إعادة التنظيم والتوحد وترسيخ مكانته كمرجع لمغرب أكثر اجتماعية”، مشيرًا إلى التغييرات المهمة التي شهدتها المملكة، ومؤكدًا على ضرورة مواصلة التقدم نحو “مغرب أكثر عدالة اجتماعية ولا مركزية”.
وفي إطار نقاش مستفيض حول حاضر ومستقبل اليسار على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، أبرز ثاباتيرو، الحاجة إلى “مغرب ذو يسار قوي”، سواء بالنسبة لإسبانيا أو لمنطقة البحر الأبيض المتوسط.
وشدد ثاباتيرو، خلال كلمته، على أنه “يجب على اليسار في إفريقيا والمغرب العربي وأوروبا أن يعمل بشكل منسق، على أساس الاقتناع بتحسين السياق الدولي والهياكل الاجتماعية”.
وذكر رئيس الحكومة الإسبانية السابق أن “المجتمع لن يتبع اليسار دون برنامج طموح يبعث الأمل والإصلاحات والرغبة الحقيقية في التغيير”.
وبحسب ثاباتيرو فإن قوة اليسار تعتمد على تماسكه ومصداقيته والتزامه بقيم العدالة الاجتماعية ومواجهة الأقوياء والدفاع عن الفئات الأكثر ضعفا والمنسيين.
وسلط ثاباتيرو الضوء على إنجازات حزب العمال الاشتراكي الإسباني تحت قيادته، مشيرا إلى التقدم الاقتصادي، مثل النمو المستدام، وانخفاض البطالة، وزيادة الحد الأدنى للأجور، والإصلاحات في قطاعي العمل والزراعة.
كما أكد على تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال سياسات إعادة توزيع الثروة ومواجهة التضخم وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.
وأرجع الزعيم الاشتراكي السابق هذه الإنجازات إلى التنظيم القوي وقناعته بأن “اليسار هو المستقبل والأمل”، محذرا رفاقه من فقدان اليسار قوته عند الإنغماس في البيروقراطية، مذكرا بأنه “يحتاج دائما إلى القيم والأفكار ليبقى على قيد الحياة”.