قلة الخطوط الجوية الرابطة بين بني ملال ومطارات العالم تؤرق الجالية المغربية

على الرغم من أن جهة بني ملال خنيفرة، تضم نسبة كبيرة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إلا أن إشكالية النقل الجوي تعد عائقا كبيرا يحول دون تحقيق الجهة لكامل أهدافها التنموية، وخاصة في ظل المطالب المتزايدة لأبناء الجهة بتعزيز ربط مطار بني ملال بخطوط جوية جديدة.

وتعاني الجهة من عزلة نسبية تقف عائقا أمام فرص تحفيز نشاطها الاقتصادي والسياحي، فمن جهة يتوفر مطار بني ملال على بنية تحتية مهمة وتجهيزات حديثة، لكن عدد الرحلات الجوية المنطلقة منه أو الوافدة إليه ما يزال محدودا، ما يبرز أهمية تعزيز ربطه بخطوط جوية جديدة.

وفي كثير من الأحيان، يجد أبناء الجهة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج أنفسهم مضطرين للسفر إلى مدن أخرى مثل الدار البيضاء أو مراكش للعودة إلى أوروبا أو التوجه إلى مطارات وطنية أخرى قبل القدوم إلى بني ملال، ما يتسبب في ضياع وقتهم وتكبيدهم مصاريف إضافية.

وفي هذا الصدد، قال الحسين وهو من أبناء مدينة الفقيه بن صالح، مقيم في إسبانيا، في تصريحه لجريدة سفيركم الإلكترونية: “مطار بني ملال ينظم رحلتين فقط في الأسبوع، متناسيا مدن أوروبية أخرى، ولا سيما في إسبانيا وإيطاليا التي تحتضن نسبة كبيرة من مغاربة العالم من أبناء الجهة”.

أما مريم وهي ربة بيت مقيمة رفقة زوجها وبناتها في الديار الإيطالية، فقد عزت غياب بعض الوجهات عن مطار بني ملال، إلى حداثة نشأة المطار، مبرزة أنه يتم إضافة وجهات جديدة من حين إلى آخر على سبيل الرحلات الرسمية إلى إسبانيا وإيطاليا التي لم تنطلق إلا قبل بضعة أشهر فقط.

وأردفت المتحدثة ذاتها: “الرحلات لم تنطلق إلا مؤخرا، وبالنسبة لي أنا وأسرتي فلا تهمنا وجهة بني ملال ومطار بيرغامو أوريو آل سيريو في ميلانو، بقدر ما تهمنا الرحلات الرابطة بين المغرب ومدينة بولونيا حيث نقطن في إيطاليا، لذلك نجد أنفسنا دائما مجبرين على اختيار مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء”، مبرزة أن مدينة بولونيا والمدن الشمالية المجاورة لها تتمركز فيها نسبة كبيرة من مغاربة العالم المقيمين بإيطاليا والمنتمين لجهة بني ملال خنيفرة.

وواصلت المتحدثة ذاتها آملة إضافة خطوط جديدة من شأنها أن تقرب الجهة من أبنائها، قائلة: “لا يمكن مقارنة مطار جديد بمطارات وطنية كبيرة تتوفر على خطوط عالمية وتنظم بشكل يومي رحلات دولية كبرى، الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، ومتأكدة أنه سيتم العمل بالتدريج على إضافة خطوط ورحلات جديدة”.

ومن جانبه، أوضح حميد وهو رب أسرة يشتغل في إحدى الضيعات الفلاحية بمقاطعة مورسيا في جنوب شرق إسبانيا، أن الرحلات المبرمجة في مطار بني ملال تم ربطها بوجهات لا تضم نسبة مهمة من الجالية الملالية، قائلا: “لقد اختاروا جيرونا فى إسبانيا عوض أليكانتي أو مورسيا أو فالينسيا التي تحتضن عددا كبيرا من المهاجرين الذين ينحدرون من جهة بني ملال خنيفرة، وما يزيد الطين بلة أن مطار جيرونا بعيد عن فالنسيا بـ 500 كيلومتر، وبـ700 كيلومتر عن مورسيا، و800 كيلومتر عن ألميريا، لذلك نطالب من الجهات المعنية إضافة رحلات جديدة إلى الوجهات المذكورة”.

وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الجهوي للسياحة ببني ملال خنيفرة كان قد أعلن في يونيو الماضي عن استئناف الرحلات الجوية الدولية بمطار بني ملال، من خلال إطلاق رحلات مباشرة من وإلى برشلونة وميلانو، من أجل تعزيز الروابط السياحية والاقتصادية بين الجهة ودولتي إسبانيا وإيطاليا، ويتعلق الأمر بتفعيل رحلتين بشكل أسبوعي بين مطار بيرغامو أوريو آل سيريو في ميلانو ومطار بني ملال، إلى جانب ثلاث رحلات أسبوعية أخرى بين مطار جيرونا كوستا برافا في برشلونة ومطار بني ملال.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)