دعا الناطق باسم حزب فوكس الإسباني، خوان غارسيا غاياردو، في جلسة برلمانية، إلى التمييز بين المهاجرين بناء على هويتهم وانتمائهم الديني، وعدم الالتزام بالحياد بخصوص جنسية المهاجرين، مؤكدا أنه لا يمكن المساواة بين استقدام المهاجرين المغاربة المسلمين بالأرجنتينيين الكاثوليكيين.
وكشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن الناطق باسم حزب فوكس الإسباني، خوان غارسيا غاياردو، قد أوضح خلال تقديمه لمقترح قانون جديد يهدف إلى “الحد” من الهجرة غير القانونية، أن هوية المهاجرين ليست “مسألة حياد”، عاقدا مقارنة بين المهاجرين المغاربة والأرجنتينيين، قائلا: لا يمكن مقارنة استقدام مغربي مسلم باستقدام أرجنتيني كاثوليكي”.
وأكد غارسيا على ضرورة اتخاذ خطوات لترحيل المهاجرين غير النظاميين، مبرزا أنهم يشكلون عبئا على إسبانيا، قائلا: ” مخطئ من يعتقد أن جلب مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من دول العالم الثالث سيحافظ على المعاشات أو ينعش الاقتصاد، فالأمر يتعلق بمن نسمح لهم بالدخول إلى وطننا ومن نفتح أمامهم أبوابنا”.
وحصر المتحدث باسم حزب “فوكس” مساهمة المهاجرين في المجتمع الإسباني في “الجريمة”، مشيرا إلى أن “التعاطف المفرط” يؤدي إلى نتائج كارثية، قائلا: “من المؤلم رؤية آلاف الأشخاص يخاطرون بحياتهم في البحر ويموتون، ولكنه من المؤلم أيضا رؤية تأثير الهجرة على المجتمع وارتفاع معدلات الجريمة في بعض المناطق”.
وأثارت مقترحات وتصريحات عضو حزب “فوكس”، ردود فعل غاضبة من كافة الأحزاب الممثلة في البرلمان، التي اعتبرتها محاولة لفرض توجه عنصري تجاه المهاجرين المغاربة، حيث أشار النائب فرانثيسكو إيغيا إلى أن هذا المقترح يتجاهل الحقوق المتساوية التي يتمتع بها كل إنسان على كوكب الأرض، قائلا: “لا يمكنك طرد أحد من إقليم معين لأن البلاد بلا حدود داخلية، وترحيلهم من الإقليم فكرة عبثية”.
ومن جانبه، وصف النائب بابلو فرنانديز من حزب “بوديموس” مقترح فوكس بأنه “عنصري وغير مسؤول”، وأعرب عن أمله في أن يكون “فوكس” الوحيد الذي يدعم هذه المبادرة، قائلا: “هذا المقترح لا يستحق إلا الازدراء، وآمل أن يكون هذا الحزب وحده من يؤيد هذه المبادرة السيئة”.
كما انتقد النائب أنخيل سينا، عن حزب “صوريا هنا”، مداخلة غاياردو، مذكرا بأن جميع البشر ينحدرون من إفريقيا، وأن منطقته شهدت هجرة قسرية دائمة بسبب نقص الفرص، مؤكدا رفض حزبه لخطاب الكراهية، حيث قال: لن نقبل بخطاب الكراهية، ولدينا من الخبرة ما يكفي للرد على هذه المواقف”.
بدوره، وصف النائب الاشتراكي روبين إليرا مقترحات حزب فوكس بأنها “عبثية”، وتفتقر إلى أسس قانونية، كما أعاد تذكير غاياردو بأصوله الألمانية، مشيرا إلى أن جده كان مهاجرا وحصل على الجنسية الإسبانية بعد فراره من بلده إلى إسبانيا، قائلا: “هل كان جدك مجرما لأنه مهاجر؟ وهل أنت شخص خطير لكونك من نسل مهاجر؟”، ليرد عليه المتحدث باسم حزب فوكس بأن جده “كان مهاجرا ألمانيا كاثوليكيا” في إشارة إلى قبول حزبه للمهاجرين الكاثوليكيين فقط، ونبذ من ينتمون إلى جنسيات وديانات أخرى ولا سيما المسلمين والمغاربة.