صادق مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع يوم الإثنين على تعيين السيناتور ماركو روبيو كوزير للخارجية، في بداية عهد جديد باعتباره أول أمريكي من أصل إسباني يتولى منصب كبير الدبلوماسيين في البلاد.
وحصل الجمهوري القادم من ولاية فلوريدا جنوبي الولايات المتحدة، المعروف بدعمه القوي لوحدة الأراضي المغربية ومعارضته الصريحة للعلاقات العسكرية الجزائرية مع روسيا، على تصويت حاسم بنتيجة 99-0.
وبدعم من مجلس الشيوخ، أصبح روبيو أول عضو في مجلس وزراء الرئيس دونالد ترامب الجديد يتم تأكيد تعيينه بعد ساعات فقط من تنصيب ترامب لولايته الثانية.
وفي سن الـ53، يحمل السيناتور السابق عن ولاية فلوريدا خبرة واسعة في السياسة الخارجية، حيث كان عضوا طويل الأمد في لجنتي الشؤون الخارجية والاستخبارات في مجلس الشيوخ.
وأعرب وزير الخارجية الجديد عن استعداده لمواجهة التحديات المقبلة قائلا: “إنها وظيفة مهمة في وقت مهم، وأشعر بالفخر لتوليها”، مشيرا إلى أن “هناك الكثير من العمل ينتظره”.
وأيد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر التعيين، واصفا روبيو بأنه “مرشح مؤهل يجب أن يتم تأكيده بسرعة”.
وأظهر هذا الدعم الثنائي وحدة نادرة في واشنطن، التي عادة ما تكون منقسمة سياسيا، حيث رأى الديمقراطيون أنه من الأفضل التعاون مع بعض مرشحي ترامب بدلا من معارضة شاملة.
وخلال جلسة تأكيد تعيينه أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في 15 من الشهر الجاري، أوضح روبيو موقفه بشأن قضية الصحراء المغربية، مؤكدا اعتراف الولايات المتحدة بمخطط الحكم الذاتي المغربي في الأقاليم الجنوبية.
هذا الموقف يُواصل السياسة التي تم إقرارها خلال الولاية الأولى لترامب، حين اعترفت الولايات المتحدة رسميا بسيادة المغرب على الإقليم في دجنبر 2020.
وقد كان منظور روبيو للشؤون الإقليمية لافتا، لا سيما فيما يتعلق بدور المغرب في إفريقيا، وصرح خلال جلسة تأكيده قائلا: “إذا نظرنا إلى غرب إفريقيا، هناك فرص حقيقية للمضي قدما، ليس فقط فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، ولكن أيضا من حيث النمو الاقتصادي”.
وأضاف: “أعتقد أيضا أنه إلى الشمال، في المغرب، نشهد تقدما كبيرا بفضل الاتفاقيات [اتفاقيات أبراهام] وأيضا بفضل علاقة مستمرة في التطور”.
كما اتخذ وزير الخارجية الجديد موقفا حازما ضد الجزائر، ففي شتنبر 2022، دعا إلى فرض عقوبات على الجزائر بسبب مشترياتها العسكرية من روسيا، واصفا إياها في رسالة وجهها إلى وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن بأنها “مستورد رئيس للمعدات العسكرية الروسية”.
مؤخرا، وجه النائب الأمريكي جو ويلسون نفس الانتقاد، متهما روسيا وإيران وكوبا بالمساهمة في زعزعة استقرار غرب إفريقيا عبر دعم انفصاليي البوليساريو.
وترتكز العلاقات التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة، التي تعود إلى عام 1777 عندما كان المغرب من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أمريكا، كأساس لتطوير الشراكة المستقبلية.
وقد سلط ترامب نفسه الضوء على هذا الرابط خلال ولايته الأولى، قائلا: “المغرب اعترف بالولايات المتحدة في عام 1777. ومن المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء الغربية”.