عاد النقاش مجددا مع حلول شهر رمضان حول “الساعة الإضافية”، بالرغم من مضي أكثر من خمس سنوات على إصدار مرسوم حكومي ينظم التوقيت الصيفي، إذ يستمر الرفض الشديد من قبل المغاربة لهذه الساعة.
وأثارت قضية تغيير التوقيت بين الساعة الإضافية (التوقيت الصيفي) والساعة البيولوجية (التوقيت الشتوي) منذ إقرارها، جدلا سنويا في العديد من البلدان حول العالم وليس في المغرب فقط.
وتتناول هذه الجدلية، الفوائد والمخاطر الصحية لكل من التوقيتين، مما يطرح تساؤلًا هامًا، هل ينبغي لنا التمسك بالساعة الإضافية أم الساعة البيولوجية؟
وفي هذا الصدد، قال الطيب حمضي، الباحث في السياسيات والنظم الصحية، إن “تغيير التوقيت، بغض النظر عن دوافعه، يثير العديد من القضايا الصحية التي تستحق النظر. بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية والتجارية، يتعين علينا أن ننظر إلى تأثيره على صحة الإنسان، إذ بمجرد زيادة أو نقصان الساعة في التوقيت، يتأثر الإنسان بصورة ملحوظة”.
وتابع حمضي في تصريحه لسفيركم، أن “المواطنون غالباً ما يتفاعلون بشكل إيجابي مع تغيير التوقيت، مثلما حدث في عودة التوقيت المحلي الاعتيادي بعد رمضان. هذا التفاعل يعكس المعرفة العلمية التي تشير إلى أن تغيير التوقيت قد يؤثر سلبًا على الصحة، خاصةً عند زيادة الساعة خلال التوقيت الصيفي”.
وأشار المتحدث إلى أن “الساعة البيولوجية، التي تنظم دورة النوم واليقظة وغيرها من الوظائف الحيوية، تتأثر بشكل خاص بتغيير التوقيت، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم والانتباه ومشاكل الشهية والمزاج”.
و’’مقارنة بين التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي،’’ يردف حمضي أن ’’الدراسات أكدت على أن الأول أكثر سلامة وصحة للإنسان.’’
وتابع في السياق ذاته، ’’الانتقال إلى التوقيت الصيفي يمكن أن يكون أكثر تعقيدا للجسم، حيث يفقد الفرد ساعة من النوم ويتأثر بالتوقيت الجديد. علاوة على ذلك، يتعذر على الجسم التكيف مع التوقيت الصيفي بنفس الطريقة التي يفعل فيها مع التوقيت الشتوي، مما يزيد من احتمالية الاضطرابات الصحية”.
وأكد الباحث، على أن “الآثار السلبية للتغيير تتزايد في التوقيت الصيفي، حيث تشمل زيادة في حالات الأزمات القلبية بنسبة 25٪، والأخطاء المهنية بشكل عام، بما فيها الاخطاء الطبية، وزيادة في حالات دخول المستشفى بسبب بسبب الرجفان الأذيني بنسبة 22٪. في المقابل، لا تشير الدراسات إلى زيادة كبيرة في هذه الحالات أثناء التغيير إلى التوقيت الشتوي، مما يظهر أن الأخير أكثر توافقاً مع فيزيولوجية جسم الإنسان وصحته العامة”.
وخلص حمضي إلى أنه “يجب أن نأخذ في الاعتبار التأثيرات الصحية عند اتخاذ قرارات بشأن تغيير التوقيت، ومن الأفضل صحيا البقاء على التوقيت الشتوي لتجنب الآثار السلبية على صحة الإنسان وجودة حياته، من خلال التعرض للضوء في أوقات محددة للغاية، لها آثار مفيدة على فسيولوجيا النوم والوظائف غير البصرية للجسم، مثل إفراز (الميلاتونين) هرمون تتحكم فيه الساعة البيولوجية ويساعد في تنظيم النوم، ونشاط الدماغ، ودرجة الحرارة ونظام القلب والأوعية الدموية”.
تعليقات( 0 )