حملات مضللة جديدة تستهدف سمعة مهاجرين مغاربة في إسبانيا

شهدت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الإسبانية انتشارا كبيرا لحملات مضللة تستهدف المهاجرين المغاربة في إسبانيا، بهدف تشويه سمعتهم وتقديمهم على أنهم تهديد أمني واجتماعي للمجتمع الإسباني، والتي كان آخرها توظيف مقطع فيديو قديم على أنه جديد يوثق لعملية سرقة قام بها مهاجرون مغاربة.

وكشفت صحيفة “Maldita Espagnol” الإسبانية أن مقطع الفيديو الذي انتشر مؤخرا، يظهر مجموعة من الشباب يحاولون اقتحام منزل في جزر الكناري، وتم الترويج للفيديو على أنه يوثق لـ”خمسة مغاربة يحاولون سرقة منزل”، مبرزة أن حقيقة هذا الفيديو كانت مختلفة وبعيدة تماما عن الواقع.

وأكدت الصحيفة الإسبانية أن انتشار الفيديو على نطاق واسع تحت عنوان مضلل: “5 مغاربة يحاولون سرقة منزل في جزر الكناري”، ليس سوى جزء من حملة تضليلية تهدف إلى تشويه صورة وسمعة المهاجرين من أصل مغربي في البلد، موضحة أن الفيديو المصور يعود إلى تدخل الشرطة في عام 2021 داخل مركز إيواء القاصرين في منطقة تافيرا بجزر الكناري، عندما نشب خلاف بين أحد الشبان وموظف بالمركز.

وشددت الصحيفة على أنه بعد التأكد من صحة مقطع الفيديو، وجدت أن هذه اللقطات تم تداولها في سنة 2021 بشكل واسع، إلا أن جهات غير معروفة عمدت إلى إعادة نشرها في هذا الأسبوع، مرفقة إياها بتعليق يهاجم المغاربة ويعتبرهم مجرد سارقين .

وكان هذا التدخل الأمني قد أثار حينها انتقادات واسعة، أبرزها كانت من وزارة الخارجية المغربية التي طالبت بضرورة اتخاذ إجراءات لحماية القاصرين المغاربة.

وتظهر هذه الحادثة كيف يمكن للمعلومات المضللة أن تساهم في تعزيز الصورة النمطية السلبية عن المهاجرين، خاصة في ظل التوترات الاجتماعية والسياسية التي قد ترافق قضايا الهجرة، وفي خضم الخطابات اليمينية المعادية للهجرة والمهاجرين والمسلمين، مشددة على أن هذه الحملات المضللة تؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز الوعي الإعلامي ومكافحة الأخبار الكاذبة، خاصة تلك التي تستهدف المغاربة والجنسيات من أصول مسلمة.

يبقى المهاجرون المغاربة في إسبانيا، رغم التحديات التي تواجههم، جزءا مهما من النسيج الاجتماعي الإسباني، ومع ذلك، فإنهم يجدون أنفسهم مرارا وتكرارا هدفا لحملات تشويه ممنهجة تسعى إلى استخدامهم كأدوات في معارك سياسية وإعلامية

تعليقات( 0 )