احتضن المغرب مؤخرا مؤتمرا حول مكافحة الإرهاب والأمن البحري على طول السواحل الإفريقية الأطلسية، باستخدام التكنولوجيات الحديثة مثل طائرات “الدرونز”، نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وحسب ما أفادت به وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد جمع هذا المؤتمر (9-10 يناير) أزيد من 50 مسؤولا وخبيرا في مجال مكافحة الإرهاب من البلدان الأعضاء في مبادرة المملكة لمسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، فضلا عن مسؤولي المنظمات الإقليمية والدولية لمناقشة أفضل السبل لمواجهة هذه الظاهرة في منطقة المحيط الأطلسي الإفريقية.
وشدد المؤتمرون، وفق الوكالة المغربية، على أن الإرهاب، الذي يستعر بشكل مقلق في منطقة الساحل، والذي أضحى المركز العالمي لهذه الظاهرة، له انعكاسات على الوضع الأمني للبلدان الإفريقية الأطلسية، مشيرة إلى أن العديد من التقارير العالمية الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى تسلط الضوء على تحول التهديد الإرهابي من منطقة الساحل إلى البلدان الساحلية الأطلسية.
وأضافت الوكالة المغربية، أنه من بين المواضيع التي تمت مناقشتها خلال هذا المؤتمر، تلك المتعلقة بالفرص التي تتيحها التكنولوجيات الناشئة الجديدة، لا سيما أنظمة الطيران بدون طيار أو الطائرات بدون طيار، لمواجهة التهديدات الإرهابية.
وأشار المصدر نفسه، أن هذا المؤتمر توخى تيسير تبادل الخبرات والتجارب بين بلدان مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية والفاعلين الإقليميين والدوليين الآخرين في مجال مكافحة الإرهاب، لا سيما فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيات الناشئة الجديدة.
وتمثل هذه التكنولوجيا، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء، مثل الطائرات بدون طيار، مزايا كبيرة في مكافحة الإرهاب. كما تشكل، في الوقت ذاته، تحديا كبيرا إذا تم الحصول عليها واستخدامها من قبل المنظمات الإرهابية.
واستهدف هذا الاجتماع أيضا تحديد احتياجات البلدان الأعضاء في مسلسل الرباط في مجال تعزيز القدرات، لا سيما في ميدان التكنولوجيات الناشئة لمكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه الجذرية أيضا، بحسب المصدر الإعلامي المذكور.
وأشارت الوكالة إلى أن المغرب بحكم خبرته ومكتسباته في مكافحة الإرهاب، سواء على الصعيد الوطني أو القاري أو العالمي، أعرب دوما عن استعداده لتقاسم خبرته والعمل بتنسيق مع الشركاء الأفارقة وغيرهم، من أجل اتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة هذه الآفة.
وأضافت في هذا السياق، أن المملكة تعمل على تطوير صناعة أنظمة طيران بدون طيار لمهام المراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات التي تعد عناصر أساسية في مكافحة الأعمال الإرهابية، مشيرة إلى أن هذه الصناعة، ستكون الرائدة في القارة الإفريقية، ليس فقط في خدمة الأهداف الوطنية في مكافحة الإرهاب، بل تدعم أيضا جهود البلدان الإفريقية في هذا المجال.