كشف الخبير السياحي؛ الزبير بوحوث، أن مستوى النشاط السياحي في شهر رمضان يكون أضعف مقارنة بالشهور العادية، مشيرا إلى أن السياحة الوطنية تسترجع ديناميتها في الشهر الموالي لرمضان، داعيا في ذات الوقت إلى تطوير عروض سياحية تناسب هذا الشهر الكريم.
وأوضح بوحوث في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكترونية، أن السياحة الدولية تتراجع بدورها في هذا الشهر، رغم أن المغرب بلد يتمتع ببنية تحتية متقدمة، ونقل جوي مهم، لكن العديد من السياح الأجانب، في إطار ثقافة الاختلاف واحترام الآخر، يختارون تأجيل رحلاتهم إلى ما بعد رمضان، لا سيما وأن العديد منهم يرغبون في الاستمتاع بالأطباق المغربية، وممارسة مختلف الأنشطة السياحية.
وفيما يتعلق بمغاربة الداخل والخارج، أردف المتحدث ذاته أن بعضهم، يفضل قضاء هذه المناسبة المقدسة مع أسرهم، مستدركا أن وتيرة الإقبال على الأسفار تكون منخفضة في هذا الشهر مقارنة بالأيام الأخرى.
ولفت الخبير السياحي إلى أن مؤسسات الإيواء السياحي المغربية تحاول تكييف خدماتها مع المناسبات الدينية، مشيرا إلى أن العروض التي تقدمها بدأت تتطور منذ عيد الأضحى المبارك، حيث أصبحت تقدم عروضا مبتكرة تلائم خصوصية هذه المناسبة.
وذكر أن مراكش الحمراء احتلت الريادة من حيث أكثر المدن المغربية التي تتكيف مؤسساتها السياحية مع خصوصية المناسبات الدينية، إذ تقدم عروضا تجعل المغاربة يعيشون طقوس العيد وكأنهم في بيوتهم، وتليها مدن أخرى سارت على نفس المنوال.
وأردف الخبير السياحي أن بعض هذه الفنادق يسمح لزبنائه باستقدام أضحيتهم إلى الفندق، الذي يتكلف بتوفير جميع الشروط الصحية لضمان ممارسة المغاربة لشعائرهم الدينية، مشددا على أهمية وضع حلول مبتكرة، من أجل تطوير عروض تناسب هذا الشهر.
وأكد أن تطوير عروض سياحية في المغرب بمناسبة شهر رمضان، تراعي الجانب الروحي، سيجذب الكثير من المغاربة، إسوة بعروض عمرة رمضان التي تستقطب فئة مهمة من المجتمع المغربي.
واقترح الخبير السياحي عرضا لتشجيع السياحة الداخلية في شهر رمضان، حيث قال: “حين نتكلم عن مدينة مراكش المعروفة بالأولياء الصالحين “سبعة رجال”، يمكن للمهنيين ووكالات الأسفار، أن يقدموا مثلا عرضا يمتد لثلاثة أو سبعة أيام، يتضمن زيارة لهذه الأضرحة”، وأضاف أنها فرصة لتغذية الروح، وأداء التراويح في أماكن مختلفة، وكذا الاستمتاع بموائد رمضانية غنية ومتنوعة.
وأشار إلى أن نفس الأمر ينطبق على مدينة فاس، التي تتوفر على مجموعة من الأضرحة والمآثر التي تتميز بطابع روحي قوي، وكذا الأقاليم الصحراوية، التي يجب أن تراعى فيها الظروف الصحية وخصوصية الطقس.
وخلص الزبير بوحوث بالتأكيد على أنه بإمكان كل منطقة مغربية تقديم عروض من هذا القبيل، تناسب خصوصيتها الثقافية والدينية، لكن الأمر، بحسبه، يحتاج إلى تظافر جهود كل من مسؤولي القطاع السياحي، ووكالات الأسفار من خلال اقتراح العروض المناسبة، ثم المكتب الوطني للسياحة عبر الترويج لهذه العروض في مراحلها الأولى.