حصل المغرب على درجة 0 ضمن مؤشر الإرهاب العالمي، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام العالمي لسنة 2025، محافظا بذلك على موقعه كدولة خالية من التهديدات الإرهابية المباشرة.
وتقدمت المملكة، بست درجات مقارنة مع السنة الماضية، لتحتل بذلك الرتبة 100 عالميا، وهي المرتبة التي تبرز أن المغرب تمكن من الحفاظ على بيئة آمنة ومستقرة، مستفيدًا من مقاربة أمنية متكاملة تجمع بين السياسات الوقائية، التعاون الدولي، والتدابير الاستباقية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
ويعتبر المغرب البلد الوحيد في منطقة شمال إفريقيا الذي لم يسجل أي نشاط إرهابي، متفوقًا على الجزائر، وليبيا، وتونس، ومصر، التي حلت جميعها في رتب متقدمة، فيما يعني التقدم في المؤشر تأثيرا إرهابيا أكبر.
وتلعب السياسات العمومية الشبابية وِفقا لياسين ايصبويا، باحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني، دورا محوريا في نبذ التطرف وتعزيز قيم التسامح والانتماء، مردفا أنها ينبغي أن ترتكز على التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، وتوفير فضاءات للحوار والتعبير الحر، للتقليل من الشعور بالتهميش والإقصاء.
وتابع في تصريح خاص لصحيفة “سفيركم”، أن تمكين الشباب اقتصاديا واجتماعيا عبر توفير فرص العمل ودعم المقاولات الناشئة يعد من الآليات الأساسية لتحصينهم من الوقوع في براثن التطرف.
وأشار ايصبويا إلى الدور الذي يلعبه الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها العميق على وعي الشباب، داعيا إلى استغلالها لنشر خطاب بديل يقوم على السلام، والاحترام، والتقدير، والفن، والإبداع، لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف.
وأوصى الباحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني، إلى تبني السياسات الشبابية وخاصة على المستوى المحلي والجهوي دعم المبادرات الرقمية التي تروج لقيم العيش المشترك، وتوظف الإبداع والفنون في إيصال رسائل إيجابية تعزز الحوار والتفاهم بين الثقافات.
أكد المتحدث نفسه أن تعزيز الشراكة بين المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والمنتخبة والسلطات المحلية يساهم هو الآخر في تطوير برامج وقائية وإعادة تأهيل فعالة، بعيدا عن المقاربة الأمنية الصرفة رغم أهميتها، الشيء الذي يستوجب وِفقا له، تبني سياسات إدماجية تستند إلى البحث العلمي والدراسات الميدانية لفهم جذور الظاهرة.
وخلُصَ المتحدث ذاته، إلى أن الاستثمار في سياسات شبابية عادلة ومستجيبة لحاجات الشباب هو استثمار في مستقبل أكثر أمانا وسلما، معتبرا أن الشباب يشكل خط الدفاع الأول ضد التطرف متى توفرت لهً بيئة داعمة ومسارات تنموية بديلة.