كشفت دراسة حديثة أن الوشم، الذي يعتبره الكثيرون وسيلة للتعبير عن الذات، يتسبب في مجموعة من المخاطر الصحية قد تصل حد الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، الذي يعتبر أحد أنواع سرطان الدم.
واعتمدت هذه الدراسة التي نُشرت نتائجها مؤخرا في مجلة “eClinicalMedicine”، والتي أعاد موقع “Detroit News” نشرها، على تحليل بيانات حوالي 1400 مشارك يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية، وقام الباحثون بمقارنتها مع مجموعة تضم أكثر من 4000 مشارك يتمتع بصحة سليمة.
ووجد الباحثون المشرفون على هذه الدراسة أن المشاركين الذين يتوفرون على وشوم، كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 21%، بالمقارنة مع المشاركين الذين لا يمتلكون أي وشوم، مبرزين أن هذه النسبة بقيت مرتفعة حتى بعد أخذ الباحثين بعين الاعتبار عوامل الخطر الأخرى، مثل: العمر، والجنس، ومستوى الدخل والعادات الإدمانية.
كما أظهرت الدراسة أن توقيت الحصول على الوشوم يلعب دورا في خطورة الإصابة بسرطان الدم، حيث أكدت الورقة البحثية أن الخطر كان أعلى عند المشاركين الذين حصلوا على وشومهم الأولى إما في غضون العامين الماضيين أو قبل أزيد من 11 سنة.
وذكرت الدراسة أن الوشوم مرتبطة بشكل قوي ببعض أنواع سرطان الغدد الليمفاوية، وخاصة تلك التي تنشأ من الخلايا البائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الاستجابة المناعية للجسم.
وعلى الرغم من أهمية نتائج هذه الدراسة، إلا أن المؤلفين أكدوا أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات المماثلة لتحديد العلاقة السببية المباشرة بين الوشوم وسرطان الغدد اللمفاوية.
وفسر الباحثون المشرفون على هذه الدراسة علاقة الوشم بسرطان الدم، قائلين: “يمكن فقط التكهن بأن الوشم، بغض النظر عن حجمه، يثير التهابا طفيفا في الجسم، ما يمكن أن يسبب في الحالات القصوى في سرطان الدم”. لافتين إلى أن “الوضع أكثر تعقيدا مما كنا نعتقد في البداية”.