كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يحددون أهدافا وأحلاما كبيرة بخصوص مستقبلهم، غالبا ما يحققون النجاح حين يكبرون، إذ أن امتلاك أحلام وطموحات كبيرة يرفع من حظوظ تحقيقها في المستقبل.
وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في موقع “Study Finds” العلمي، أن الأطفال الذين عبروا في طفولتهم عن رغبتهم في الحصول على مستقبل زاهر، أصبحوا بعد مرور 12 سنة يمتلكون مستوى تعليمي عال ومكانة مهنية مشرفة، بالإضافة إلى دخل مرتفع.
وفي هذا الصدد، قالت روديكا داميان، وهي أستاذة في علم النفس بجامعة هيوستن، وواحدة من مؤلفي الدراسة إن “المراهقين الذين كشفوا عن أهداف كبيرة متعلقة بالمهنة والتعليم، كان لديهم بعد 12 عاما تحصيل تعليمي أعلى، ودخل مرتفع، بالإضافة إلى حس إبداعي في العمل، ومكانة مهنية مرموقة”.
وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تبحث في العلاقة بين أهداف الحياة والنجاح في المستقبل سواء في الدراسة أو العمل.
ولاحظت داميان إلى جانب الباحثين الآخرين، أنه مع نمو الأطفال، تتغير أهدافهم بشكل طبيعي، وعلى الرغم من تلاشي بعض أهداف الطفولة، إلا أنهم غالبا ما يحافظون على تلك المرتبطة بالأسرة، وتشمل هذه الأخيرة إصلاح العلاقة بالأقارب، وبناء المزيد من الصداقات، وكذا العثور على الشريك المناسب، ناهيك عن الاندماج في المجتمع ومساعدة الآخرين.
وأوضحت داميان أنه “من المتوقع أن يكون لتغير أهداف الحياة، مع مرور الوقت، عواقب على مسار الحياة المستقبلية، بما في ذلك النتائج المهنية”، مضيفة أنه “من خلال فهم كيفية ارتباط تغير أهداف الحياة بالنتائج التعليمية والمهنية، نظهر كيف يمكن أن تتنبأ تقلبات طموحات الأفراد بالتحصيل التعليمي والمهني المرغوب فيه”.
وقام الباحثون، بفحص ومتابعة مجموعتين من الشباب من أيسلندا، لمدة 12 سنة، حيث قارنوا كيفية تطور هذه الأهداف مع انتقال الأطفال من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد، وكيفية تأثير هذا الانتقال على نجاحهم في المدرسة والعمل في المستقبل.
وقالت داميان “بالنسبة للتحصيل العلمي، وجدنا أنه كان مرتبطا بشكل إيجابي بالأهداف التعليمية في كلتا العينتين”، مبرزة أن “هذا يدل على أن المراهقين الذين لديهم أهداف تعليمية أعلى، وأولئك الذين أظهروا نمط تغيير إيجابي في الأهداف المرتبطة بالتعليم، كان لديهم تحصيل تعليمي أكبر في سن الرشد”.
تعليقات( 0 )