كشفت دراسة علمية حديثة عن تأثيرات سلبية قد يحملها الصيام المتقطع على الأطفال والمراهقين، حيث أظهرت النتائج أن هذا النوع من الصيام قد يضر بالتمثيل الغذائي لدى الفئات العمرية الصغيرة، وقد نشر الدراسة موقع “يورك أليرت” وترجمتها “الجزيرة”.
ووفقا للدراسة، فإن الصيام المتقطع المزمن يعطل نمو خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في الفئران الصغيرة، وهو ما يثير المخاوف بشأن تأثيراته المحتملة على الأطفال والمراهقين.
وأجرى هذه الدراسة باحثون من الجامعة التقنية في ميونخ، ومستشفى جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونخ، ومركز أبحاث هيلمهولتز ميونخ بألمانيا، ونشرت في مجلة “سيل ريبورتس” (Cell Reports) في 18 يناير 2025. وتناولت الدراسة تأثير الصيام المتقطع على الفئران الصغيرة، مقارنة مع الفئران البالغة والكبيرة في السن، حيث أظهرت النتائج اختلافات كبيرة في نمو خلايا بيتا.
وقام الباحثون بتقسيم الفئران إلى ثلاث مجموعات عمرية: فئران صغيرة بعمر شهرين، فئران بالغة بعمر 8 أشهر، وفئران كبيرة السن بعمر 24 شهرا. تم تزويد هذه الفئران بنظام غذائي يتضمن يومًا من الصيام يلي ذلك يومين من تناول الطعام بشكل طبيعي، مع السماح لها بشرب الماء طوال الوقت. وتهدف هذه الدراسة إلى فحص تأثير هذا النظام على نمو خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في الفئران.
وأظهرت النتائج أن الفئران الصغيرة عانت من تراجع ملحوظ في وظيفة خلايا بيتا، حيث توقفت هذه الخلايا عن النمو بشكل طبيعي، مما أثر على إنتاج الأنسولين. وقد أشار الباحثون إلى أن انخفاض إنتاج الأنسولين لدى الفئران الصغيرة قد يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري واضطرابات التمثيل الغذائي على المدى الطويل. في المقابل، لم تظهر الفئران البالغة والكبيرة أي مشاكل صحية مرتبطة بالصيام المتقطع، بل تحسنت حساسية الأنسولين لديها.
وتثير هذه النتائج القلق حول تأثيرات الصيام المتقطع على صحة المراهقين والأطفال، الذين قد يكونون أكثر عرضة لتضرر نمو خلايا بيتا لديهم. وفي هذا السياق، شدد الباحثون على أن هذه الدراسة تؤكد أن الصيام المتقطع يمكن أن يكون مفيدًا للبالغين، إلا أنه قد يحمل مخاطر صحية للأطفال والمراهقين.
أشار البروفيسور ستيفان هيرزيج، مدير معهد السكري والسرطان في مركز هيلمهولتز ميونخ، إلى أن الخطوة التالية في هذه الأبحاث هي دراسة الآليات الجزيئية التي تكمن وراء التأثيرات السلبية للصيام المتقطع على الفئران الصغيرة. وأضاف أن فهم هذه الآليات قد يساهم في تطوير علاجات جديدة لمرض السكري من خلال تعزيز نمو خلايا بيتا الصحية.
في الختام، تفتح هذه الدراسة بابا جديدا للمناقشة حول تأثيرات الصيام المتقطع على الفئات العمرية الصغيرة، وتدعو إلى ضرورة توخي الحذر في تطبيق هذا النظام الغذائي على الأطفال والمراهقين، خاصة في ظل النتائج التي تشير إلى تأثيراته السلبية المحتملة على صحتهم.